وفي حواره الخاصّ مع le360 يرى مدير المهرجان عبد المجيد سداتي بأنّ أهمية هذا المهرجان أصبحت بارزة داخل الثقافة المغربية. وذلك لأنّ قيمته تبرز بشكل أساسي في الإمكانات التي يُتيحها هذا المهرجان على مستوى العرض والتفكير والتأمّل. إذْ يُقدّم دينامية كبيرة للمشهد الفني المعاصر ويزوده بعشرات من التجارب الفنية العالمية التي بمُجرّد عرض أعمالها داخل فضاءات عمومية بالمغرب تدخل في حوار تلقائي مع التجارب المغربية ويحققا معاً شكلاً تعبيرياً مغايراً عن تجارب اللوحة المسندية وآفاقها الجمالية.
ويُقدّم فنّ الفيديو بالنسبة للفنان نمطاً تعبيرياً غير مألوف بالنسبة للمُشاهد، فهو شكلٌ تعبيري يقوم على تقويض التمثّل وإعطاء قيمة كبيرة للمفاهيم والعمل على بلورتها بطريقة فنية داخل فضاء العرض. غير أنّ صعوبة هذا الشكل التعبيري تكمن بدرجةٍ أساس في الوسائل التقنية التي يتم اللجوء إليها للتعبير عن بعض القضايا والإشكالات. وهي في عمومها وسائل باهظة الثمن مع العلم أنّ المهرجان يحرص سنوياً على توفيرها وجعلها متاحة بالنسبة للفنان.
ورغم المكانة الرمزية الكبيرة التي يحظى بها هذا المهرجان في قلوب الفنانين والمثقفين، فإنّ المهرجان في نظر عبد المجيد سداتي يعاني كباقي المهرجانات الأخرى من مشكل الدعم الذي يرى أنّه غير كافٍ بالمرّة لإقامة مهرجان يتطلّب إلى جانب الفضاءات والمبيت والتغذية ووسائل نقل الفنانين أنْ يتم إتاحة كل الوسائل التقنية التي يتوسّلها الفنان للتعبير عن ذائقته الجمالية. وعلى مدار الـ 30 سنة المنصرمة، حرص فريق المهرجان على إدخال الدارالبيضاء ضمن المُدن الذكية التي تعمل على الدخول في صلب التحوّلات التي تشهدها المنظومة الفنّية في العالم والتي يعمل المهرجان على أنْ تكون الدارالبيضاء جزءً منها.