«المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث».. القلب النابض للبحث الأركيولوجي في إفريقيا

المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث

في 30/11/2025 على الساعة 18:00

فيديوحقق الفريق العلمي للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط برئاسة عالم الآثار عبد الجليل بوزوكار، مكانة مرموقة داخل مجال البحث الأركيولوجي، بعد المكانة الكبيرة التي حققتها الفرق العلمية في العديد من المواقع الأثرية، حيث تم الكشف عن مجموعة من اللقى الأثرية الضاربة في قدم الحضارة الإنسانية.

يأتي هذا النجاح إلى جانب الخبرة الميدانية التي أصبح يتوفّر عليها المعهد من أساتذة ومؤطرين بعد تراكمٍ علمي حقّقه على مدار 40 سنة بسبب ما تتوفّر عليه المؤسسة العلمية من أدوات ومعدّات ووسائل سهّلت عملية البحث وجعلت المعهد يصبح رائداً في مجال البحث الأركيولوجي.

فقد ساهمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في دعم المعهد من أجل شراء هذه المعدات بأثمنة باهظة، بغية مواكبة التطورات التكنولوجية التي ألمّت بالبحث الأثري واستبدّت به وفتحت له آفاقاً رحبة على مستوى البحث الميداني، بما جعل ذلك يعود بشكل إيجابي وكبير على المغرب، بعدما أصبحت بعثاثه العلمية تحقق طفرات علمية مميزة ليس في المغرب وإنما في إفريقيا ككل.

وبفضل هذه الاكتشافات الأثرية في شالة وبيزمون وسجلماسة وغيرهما أصبح المغرب يتوفّر على قاعدة علمية أصيلة في البحث الأركيولوجي بفضل هذه الوسائل التكنولوجية الجديدة، بحيث أنّه يُعدّ البلد الوحيد في إفريقيا الذي يتوفّر على بعضٍ من هذه الوسائل والمعدّات والتي قدّمت في السنوات الأخيرة مجموعة من النتائج الإيجابية على مستوى الكشف عن العديد من الآثار الإنسانية تحت الأرض.

ونظراً للقيمة العلمية التي تحبل بها هذه الاكتشافات الأثرية، كان لزاماً على المعهد أنْ يعيد بناء مختبر علمي كبير داخل المعهد وبمواصفات عالمية تستجيب لمختلف التحولات التقنية التي عرفتها المختبرات البحثية في العالم. ويتوفّر هذا المختبر العلمي الذي يضم أكثر من 10 حجرات مزودة بأحدث التقنيات ولكل ما يحتاجه علماء الآثار من أجل القيام بأبحاثهم ودراسة عيّناتهم وإخراجها إلى الوجود في وقتٍ وجيز بسبب التقنيات الكبيرة والوسائل التكنولجية الحديثة التي أصبحت عند المعهد، وهي وسائل تسرّع عملية الكشف وتضبط الإيقاع الكرونولوجي لبعض الاكتشافات الأثرية، حيث تقدّم مجموعة من المعلومات التي يرتفع فيها منسوب الحقيقة.

لقد استطاع المعهد بسبب المشروع العلمي والبيداغوجي الذي قدّمه عبد الجليل بوزوكار، إلى جانب فريق المعهد من أساتذة وباحثين وطلبة وعلماء، من تحقيق قفزة نوعية في تاريخ الأركيولوجيا بالمغرب، مع العلم أنّ طموح الفريق العلمي تجاوز المغرب وأصبحت تطبعه مجموعة من الأبعاد ذات الصلة بإفريقيا ككل. ذلك أنّ الاكتشافات الأخيرة وسّعت من نظرة الجهات الوصية على البحث الأثري وجعلتهم يؤمنون بقيمة الماضي وقدرته على بناء شرعية علمية وذلك من أجل بناء سردية وطنية تُظهر جذور المغاربة وحقيقة تاريخهم وعرافة ثقافتهم وموقعهم الضارب في قدم الحضارة الإنسانية.

تحرير من طرف أشرف الحساني و خديجة صبار
في 30/11/2025 على الساعة 18:00