تأتي قيمة هذه المحاضرة في كونها عيون الناس على زخم الثقافات والفنون واللغات التي تحبل بها إفريقيا. ذلك أن تجذرها التاريخي يعطي لإفريقيا الثقافية من ناحية التنوع والتعدّد الذي تعرفه اللغات. ويكتسي الموضوع أهميته في كونه يتناول أحد أبرز الموضوعات أهمية وصعوبة في الحقبة الراهنة، وذلك بحكم حساسية موضوع اللغات وما يثيره من جدلٍ ثقافي لأنّه يرتطم مباشرة بموضوع الهوية. ورغم ما كُتب من دراسات ومؤلفات عن اللغات في إفريقيا، فإنّ الموضوع ما يزال مطروحاً على الساحة الثقافية بحكم التحول المركزي الذي تعيشه اليوم إفريقيا على مستوى عدة تطال الثقافة والفن والدبلوماسية وغيرها.
جدير بالذكر، أنّ سعيد بنيس يعتبر واحداً من الأكاديميين والباحثين في علم الاجتماع ممّن يستطيعون التكيّف مع العديد من القضايا والإشكالات التي تطفو على سطح المجتمع المغربي. إذْ يعمل دائماً على الغوص في بعض من هذه القضايا وتفكيك ميكانيزماتها، سيما وأنّ صاحب كتاب « تمغربيت » من الباحثين الذين يعطون قيمة كبيرة لتحولات المجتمع، إذْ يعمل بقوّة على رصدها وإبراز معالمها وتقديم سردية اجتماعية مؤسسة على علم ومعرفة. وهذا الأمر، هو ما يجعل خطابه السوسيولوجي عالماً وقادراً على تقديم رؤية مختلفة تستند على أفكار ومفاهيم ونظريات.