تأتي قيمة هذا اللقاء كونه يقف عند تجربة أحد الأقلام البارزة في مجال الفكر السياسي الذي استطاع فيه حسن طارق أنْ يغدو واحداً من الوجوه البارزة في المشهد الثقافي، انطلاقاً من مؤلفات ودراسة تتأمّل واقع الممارسة الفكرية بالمغرب. وإلى جانب تعلّقه بالكتابة البحث رسم حسن طارق مكانته كواجد من الأكاديميين الذي بزغ نجمهم من ناحية المشاركات الثقافية، قبل أنْ يصبح سفيراً للمغرب في تونس، ظلّ طارق من الوجوه البحثية العضوية التي لم تتخلى عن الواقع المعاش، حيث بقي أميناً لأفكاره ومواقفه تجاه الحداثة والتحديث. ويعطي هذا اللقاء إمكانات مذهلة بالنسبة للحاضرين، حيث يمكنّهم من الوقوف عن كثب عند تجربة حسن طارق وفهم خصوصياتها الفكرية وتجلياتها الثقافية.
يحرص حسن طارق على امتداد مساره المعرفي أنْ يزاوج بين عمله في المؤسسات الوطنية وبين التأليف العلمي الأكاديمي. فالكتابة بالنسبة لصاحب «الوطنية المغربية» بمثابة مختبر لمناقشة قضايا وإشكالات ذات صلة بالوطن والمصلحة العامّة وحقوق الإنسان. إذْ يرصد طارق في كتابه الجديد مدى تدخّل المشاعر في السياسة وكيف تُساهم في تغيير الكثير من المواقف والآراء على المستوى السياسي. لذلك يقترح الكتابة نظرة جديدة ومفهوماً لامفكّر فيه داخل البحث العلمي، بمثابة منظور نرى به الواقع السياسي لكن من زاوية علمية جريئة ومختلف وأكثر وعياً بالتحوّلات الإبستمولوجية التي طرأت على المجال التنظير السياسي.




