تأتي قيمة هذا الكتاب الفلسفي في وقتٍ يتراجع فيه الدرس الفلسفي الحقيقي ويتم استبداله أحياناً بأنماط أخرى من التفكير التي تقترب إلى الصحافة لا أكثر. في حين هناك وجوه بحثية جديدة تسعى إلى خلق فسحة جديدة لها بها تُضيء معالم التفكير الفلسفي، صوب الاهتمام بقضايا وإشكالات مفكّر فيها داخل الفكر العربي المعاصر. ومن المعروف أنّ المغرب يحبل بالكثير من الأسماء الفلسفية التي قدّمت متوناً فكرية أصيلة ذات صلة بقضايا وشؤون الفكر العربي، سواء في السياسة أو الاجتماع أو الفن وما يتّصل به من فضاءٍ عمومي. في كتابه هذا يرى الباحث أنّ اليونيسكو طالما دأبت « على ربط وشائج متينة مع الفلسفة ليس في صيغتها التأملية أو المعيارية فحسب، بل كذلك في صيغتها القائمة على السؤال النقدي الذي يُتيح إمكانات إضفاء معنى على الحياة وعلى الفعل في سياق عالمي.
يضيف بأنّ « اليونيسكو وُلدت من رحم التساؤل عن شروط إمكان انبجاس عالم يسوده السلام والأمن على نحو مستدام، وتبعاً لذلك يمكن القول بأنها مؤسسة فلسفية قائمة بذاتها، ذلك بأنها تقترح ذاتها طرفاً معيناً بالمساهمة في الحفاظ على السلام والأمن عبر تشديدها على أولوية التعليم والعلم والثقافة والتآزر بين الشعوب من أجل ضمان الاحترام الكوني للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من دون أي تمييز يقوم على العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين ».