يقول الباحث في كتابه هذا « يحكى أنّه في غابة جميلة كانت تعيش حيوانات رائعة، كان كل شيء يسير عادياً جداً حتى ذلك اليوم المشؤوم الذي اندلع فيه حريق مهول بدأ يأتي على الأخضر واليابس، فطنت الحيوانات بسرعة إلى هول الكارثة وفرت من الغابة إلاّ حيوان واحد. كان الحيوان الذي رفض ترك المكان هو طائر الكولبري وهو طائر صغير جداً ولطيف جداً. كان بإمكان الحيوانات وهي خارج دائرة الخطر أنْ ترى ما كان يفعله الكولبري وهو في عين المكان: لقد كان يطير بكل الرشاقة المعروفة عليه نحو واد صغير ليحمل نطف ماء ليلقي بها في قلب النار. كان الكولبري يعيد الكرة مرات ومرات وبأناقة شديدة وهو في قلب العملية، خاطب تمساح من بعيد: عزيزي الكولبري، هل تعتقد أنّك بهذه الكمية التافهة من الماء التي تغامر بنفسك في سبيل نقلها إلى فوهة النار يمكنك أن توقف أي شيء؟ رد الكولبري: أعرف أنه ربا لا يمكنني إيقاف زحف النار، لكني أقوم بجزئي من المسؤولية ».
وفق هذه الحكاية المؤثّرة، يحاول أنْ يضع أساساً علمياً لكتابه الجديد، مقترحاً علينا استراتيجية لإنقاذ الأرض، فهو يعتبر « أنّ اللامبالاة هي سرطان عصرنا، جسرنا الأمن نحو المحرقة فالنيران تتقدّم من كل صوب وكولبري واحد لن يقدر على أي شيء. تصوري أنه لا يجب أبداً أن نعوّل على الفوق، على السياسيين هؤلاء مشلولون تماما، إنّهم يظهرون في المنتديات كما لو أنهم غير مفوضين من قبل البشرية لاتخاذ القرارات الشجاعة. لقد حسم السياسيون في خيارهم لنتركهم اذن لرغبتهم في القفز إلى مزابل التاريخ ونبدأ العمل هنا الآن لنستلهم حكاية الكولبري ونحاول القيام بما يستلزمه جزئنا من المسؤولية، لنبدع أساليب جديدة في في النضال، أساليب يجب أن تنطلق من التحت ».