وفي هذا السياق، قامت كاميرا Le360 بجولة بهذه المغارة، حيث أبرز الحسن الطالبي، عضو الفريق العلمي وأستاذ باحث بكلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح للموقع، أن مغارة الحمام بتافوغالت، المعروفة أيضا باسم «أنجار»، تضم العديد من الاكتشافات البارزة، مثل أقدم عملية جراحية تعود لأكثر من 15 ألف سنة، وأقدم حلي يعود إلى ما بين 80 ألف و100 ألف سنة، وأقدم حمض نووي، مؤكدا أن الاكتشاف الجديد يتمثل في استخدام الإنسان القديم لنباتات طبية قبل 15 ألف سنة.
وأوضح المتحدث أن الاكتشافات السابقة، مثل العملية الجراحية القديمة، تؤكد هذا الاستخدام، حيث كان من المستحيل إجراؤها بدون استخدام مهدئات، مشيرا إلى أن نبتة «إيفيدرا» معروفة بمزاياها الطبية، خاصة للجهاز التنفسي ومقاومة السرطان وتخفيف الآلام، مبرزا أنه تم العثور على بقايا أو ثمار هذه النبتة في عمق المغارة، في مستوى استخدمه الإنسان للدفن، مما قد يشير إلى أن للنبتة قيمة أخرى.
بدوره، أشار إسماعيل زياني، عضو الفريق العلمي وخريج المعهد الوطني للتراث والآثار بالرباط وطالب دكتوراه بجامعة لاس بالماس، إلى أن الاكتشاف الأخير يهم أقدم نبات طبي استخدم في المغارة على مستوى العالم، وهو نبتة «إيفيدرا»، مضيفا أن هذه النبتة معروفة في المجال الطبي والصيدلي، وتستخدم بشكل كبير في التدخلات الجراحية من أجل التخدير ووقف نزيف الدم.
وأكد زياني أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في إظهار أن المجموعات البشرية، التي عاشت منذ 15 ألف سنة، كانت متميزة ثقافياً، واستطاعت بلوغ مرحلة متقدمة من التطور والتأقلم مع محيطها النباتي والحيواني، مما مكنها من اكتشاف بعض النباتات لاستخدامها في أغراض علاجية.
وتم اكتشاف أقدم استخدام طبي للنباتات في مغارة الحمام بتافوغالت بإقليم بركان، يعود تاريخه إلى حوالي 15 ألف سنة، من طرف فريق علمي دولي، يتألف من طلبة وباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وجامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة أكسفورد، ومعهد ماكس بلانك بألمانيا، وجامعة لاس بالماس بإسبانيا، ومركز الأبحاث الأركيولوجية بألمانيا، حيث عثر على بقايا نبات «إيفيدرا» أو «العلندى» المعروف بخصائصه العلاجية في مكافحة نزلات البرد ووقف النزيف وتخفيف الآلام.