ويواكب أشغال الترميم والتهيئة بداخل مسرح سيرفانتيس، مهندسون وخبراء تحت إشراف مباشر من وكالة تنمية أقاليم الشمال التي سبق لها وأن أطلقت يوم 7 يوليوز سنة 2022 طلب عروض من أجل إعادة وتأهيل هذه المعلمة، ورصدت لها تكلفة إجمالية بلغت نحو 25 مليون درهم.
وتتنوع الأشغال الخاص بالهيكلة والترميم لتشمل الواجهات الأمامية والخلفية للمعلمة، كما الشأن بالنسبة للقاعة الكبرى، التي بصمت على تاريخ ثقافي عريق بمدينة طنجة.
وتأتي انطلاقة هذه الأشغال، التي وصفها مهندسون وباحثون وخبراء بـ« الدقيقة »، موازية للذكرى الـ110 لتدشين هذا المسرح التاريخي، الذي التزمت الحكومة المغربية بصيانة مساحته الكاملة وفقا لمعايير تنفض غبار الإهمال عن فضاء عاش عقودا من الإهمال.
وتتواصل الأشغال بداخل المسرح وفقا لمعايير محددة بناء على اتفاقية بين المملكتين الإسبانية والمغربية في سنة 2019 تنص على تغيير الولاية القضائية لملكية البناية الثقافية التراثية، كما نص الاتفاق أيضا، على أن تكون الحكومة المغربية مسؤولة عن ترميم المبنى بالكامل في مدة أقصاها 3 سنوات، مع احترام العمارة الأصلية التي يوجد عليها المبنى، إلى جانب تحمّل جميع تكاليف الترميم والتجديد والإدارة والصيانة، والحفاظ على اسم المكان، وتعزيز الثقافتين المغربية والإسبانية.
وعن خطط الترميم وإعادة التأهيل التي من المتوقع أن تنتهي العام القادم، ستعمل وكالة تنمية أقاليم الشمال وباقي الشركاء، بينها الشركة المغربية الفائزة بصفقة الترميم على الاحتفاظ بكل الخصوصيات ومكونات المسرح وترميم واجهاته وإمكانية إعادة تشغيل كل مكوناته.
وينتظر حسب الخبراء في المجال، إعادة تشغيل الستار الحديدي لقاعة العرض التي تزينها فسيفساء قل مثيلها في الوقت الحاضر إن على المستوى الوطني أو الإفريقي، وهو الأمر الذي تضعه وكالة تنمية أقاليم الشمال في الحسبان، حيث ستعمل الترميمات الجارية على الحفاظ إلى أقصى درجة على كل مميزات القاعة الكبرى بالمسرح إلى جانب أسقف المبنى وباقي المكونات القديمة.
وتكشف معطيات خاصة أن الطاقة الاستيعابية لمسرح سيرفانتيس طنجة كانت تصل لنحو 750 مشاهدا وكانت في الغالب تتجاوزها إلى 1000، وهو المعطى الذي ستحاول الشركة الحفاظ عليها نظير ما يشكله من رمزية تراثية.