عروض الأفلام السينمائية، بعدما فاز فيلم "سيارة حامد" للمخرجين حمد القصابي وعلي السيابي بجائزة أفضل فيلم روائي عماني، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "يوم عادي" للمخرج السوري أنس خالد زواهري، في مقابل حصول فيلم "الندم" على شهادة تنويه خاصة من لجنة التحكيم للمخرج علي شبير العجمي من سلطنة عمان. أما جائزة تصويت الجمهور فقد عادت إلى فيلم "لحظة" للمخرج الأردني زيد حسن السبايلة.
هذا ويحكي فيلم وجدان خالد حكاية فتاة مغربيّة، تُساعد أمّها المشلولة وتُقدّم لها خدماتٍ آنية، حيث تعتني بنظافتها وصحّتها وأكلها، بما يجعل "حبال المودة" تتوطّد بين الفتاة ووالدتها. غير أنّ ارتباك الفتاة في أداء أعمال البيت وعلى كلّ ما تمسّه يدها، ثمّ نظراتها العميقة المُتردّدة، صوب واقعها وحالتها الاجتماعية المُتواضعة مع والدتها، تجعل من الصمت المُخيّم على جلّ مَشاهد الفيلم، ذا صبغة جماليّة، يُعطي للفيلم عمقه ويزيد من حدّة تأثير لقطاته في وجدان المُشاهد.
وفي حوار سابق لها مع Le360 أكدت المخرجة بأنّ اختيار الموضوع لم يكُن بذخاً فنياً أو جمالياً، وإنّما يعود ما تمليه هواجس الذاتية في اختيار الموضوع وحساسيته داخل مجتمع مغربي مركّب، فاختيار الصُوَر الواقعية يعكس البعد الفكري الذي منه ينطلق مشروعها السينمائي من خلال آلية تقوم على تفكيك الواقع وميثولوجياته.
لهذا اعتبرت المخرجة بأنّ مرحلة الكتابة، كانت بمثابة عامل أساسي في صناعة الكاستينغ واختيار الممثلون. وفي هذا الامر بالضبط تأتي فتنة الكتابة ومباهجها، لأنّها تمنح للمُخرجة خصوصية جماليّة وإمكاناتٍ فنّية هائلةٍ تتجلّى في تمتين علاقتها بفعل الكتابة وضبط المسار الدرامي الذي تمُرّ منه الشخصيات.