وأوضح الأستاذ الباحث عبد القادر الصامت، أن الساحة تعد من الساحات المهمة في تاريخ المغرب بالنظر لعراقة وأصالة تارودانت على مر الزمن، إذ كانت "أسراك" تلعب دورا عسكريا هاما عبرها دخلت جيوش الفتح الإسلامي سنة 62 هجرية بقيادة عقبة بن نافع لتتجه نحو إسبانيا، كما كانت عنصرا مهما في طرد الجيوش البرتغالية من مدينة أكادير ومنها انطلقت جيوش محمد الشيخ السعدي نحو عاصمة سوس للمساهمة في إنهاء التواجد البرتغالي.
وأضاف المتحدث في تصريح لمراسل Le360، أن الموقع موقع تاريخي وله دلالات ورمزية خاصة لدى المغاربة قاطبة، بحيث كان يحتضن ممتهني سرد الحكايات الشعبية وفضاء للفرجة والترويح عن النفس مجسدا في أنشطته كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية للساكنة ما جعلها تشبه إلى حد كبير ساحة "جامع الفنا" بمراكش وساحة "الهديم" وباب بوجلود بفاس وغيرها من الساحات المشهورة على الصعيد الوطني.
وأكد الصامت أن الساحة كانت بمثابة تلفزة للساكنة حيث تشاهد كل أنواع الفرجة التي يسهر على تنظيمها "حكواتيون" مغاربة كبار منهم سيدي أحمد أموسى، كما كانت تحتضن فن الروايس والملحون مجسدة الغنى الثقافي واللغوي الذي تتميز به المملكة.
من جانب آخر، قال عزيز نعم، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتارودانت في تصريح لـLe360، إن الساحة هي أول موقع يزوره السياح سواء المغاربة أو الأجانب بمجرد حلولهم بالمدينة وآخر ما يختتمون به زيارتهم، إلا أنها اليوم تعاني التهميش واندثرت معالمها وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء تماما، ما يتطلب تضافر جميع جهود المتدخلين لتهيئتها في أعلى مستوى يعيد لها بريقها المفقود.
وأعرب المتحدث عن أسفه لما وصل إليه هذا الفضاء التاريخي، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي السابق كان قد شرع في لقاءات تشاورية لتهيئة الساحة قبل أن يغادر ليستمر الانتظار مجددا علما أن مثل هذه المشاريع المهيكلة تحتاج لوتيرة سريعة وتعامل جدي لتشجيع السياحة واستقطاب عدد كبير من الزوار المغاربة والأجانب، مطالبا بتدخل الجهات المعنية لإنصاف الساحة وعبرها ساكنة تارودانت المتعطشة لأن ترى مدينتها في المستوى المطلوب.