الخبر أوردته يومية "الصباح"، في عددها ليوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022، مشيرة إلى أن المغاربة يعتبرون من أكثر الشعوب المهددة بالاكتئاب بسبب الانغماس الشعبي في كأس العالم، وذلك نظرا للنتائج والوجه المشرف الذي ظهر به المنتخب الوطني ومشاعر الفرحة وتتبع كل التفاصيل، خاصة أنها المرة الأولى التي يبلغ فيها المنتخب نصف النهائي في تاريخ الكرة المغربية، الأمر الذي سيكون من الصعب التخلص منه بعد نهاية المشوار في قطر.
وتوضح مؤسسة الصحة العقلية الأمريكية، تضيف اليومية، علاقة كرة القدم بالصحة العقلية، خاصة خلال فترة إجراء بطولة كأس العالم، إذ تقول إن أول عوامل الشعور بالمتعة عند المشجعين والمتابعين للمباريات هو "التنفيس"، حيث يتمكن الناس، خلال عدة أسابيع متوالية من التنفيس عن المشاعر المكبوتة والعاطفة الشديدة مثل الإحباط أو الانزعاج أو الحزن بطريقة مقبولة اجتماعيا.
وأورد المصدر ذاته أنه من المفترض أن تكون المدة الطويلة والمركزة لكأس العالم بمثابة فرصة جوهرية لهذا التنفيس، وفرصة لتفريغ أسابيع وأشهر وسنوات من الإحباط المتراكم والضيق العام.
ويرى المتخصصون أنه لا حرج في الانتقال إلى ممارسة هواية بديلة بشكل استباقي أو نشاط اجتماعي منتظم مع الأصدقاء والعائلة، أو حتى خطط استباقية لمتابعة مواسم كرة القدم الدولية والدوريات المفضلة لإشباع الشعور بغياب كأس العالم والحفاظ على مساحة الطاقة الإيجابية، والإحساس بالاهتمام بالهدف الأكبر الذي وفره للجماهير حول العالم.
ويقول الأطباء أيضا إنه من غير المناسب أن ينطوي المشجع على نفسه، فحبس النفس وتجنب المحادثات فجأة بسبب غياب "الموضوع المشترك" لن يساعد أبدا، بل ينصح بمقابلة الأصدقاء الذين يشاركون الشغف نفسه بالأمور المتنوعة.
وترى مؤسسة الصحة العقلية الأمريكية، أنه كلما كان التفاعل مع الفريق أقوى، كان رد الفعل العاطفي أشد على المكسب أو الخسارة، وعندما يكون الإحساس بالهوية الوطنية قويا، كما هو الحال خلال كأس العالم، تزيد الحدة العاطفية للتجربة.
ويشرح المصدر ذاته أننا "بمجرد أن نقرر الاهتمام بأي شيء في حياتنا، نصبح أكثر عرضة للأذى والغضب والانفعال جراء الخسارة"، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على تشجيع كرة القدم.