الحماس لم يكن أقل حرارة لدى المتفرجين عبر الشاشة العملاقة بفضاء آنفا بارك منه لدى باقي الجماهير التي تابعت عن كثب لأجواء هذه المباراة الكروية التي استضافها ملعب "البيت" بمدينة الخور القطرية، حيث تعالت الحناجر بالتشجيعات على امتداد ما يزيد عن 90 دقيقة من عمر هذا النزال القوي، إلى أن أسدل الستار عن أطواره بفوز الفريق الفرنسي (2-0)، الذي لم يعد يفصله عن الظفر بكأس العالم سوى محطة أخيرة يواجه فيها يوم الأحد القادم بملعب لوسيل فريق الأرجنتين بأسطورته ليونيل أندريس ميسي.
وفي تصريحات لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أجمع كافة المتفرجين من مختلف الأعمار على أن عناصر الفريق الوطني أبلوا البلاء الحسن رغم بعض الهفوات، حيث بدلوا قصارى جهدهم من أجل الحصول على نتيجة مشرفة لتزكية ما تم تحقيقه من إنجازات تاريخية خلال المقابلات السالفة من هذا المونديال، حيث تفوقوا على أقوى الفرق بما فيها تلك التي كانت مرشحة للفوز بهذه الكأس (بدءا من التعادل مع كرواتيا في المستهل إلى الفوز على البرتغال، مرورا بكل من بلجيكيا وكندا وإسبانيا).
وفي بداية المقابلة، أجمعت التصريحات على أن هذا الفريق العربي الإفريقي المتجانس والمتراس البنيان دفاعيا يستحق التربع على قمة مجموع الفرق المشاركة في هذا العرس الكروي، المنظم لأول مرة بدولة عربية حيث أثبتت فيه قطر للعالم عن جدارة واستحقاق أن تنظيم هذه التظاهرة لا يمكن أن يكون حكرا على دولة أو قارة دون أخرى.
كما نوه المتفرجون، الذين حجوا إلى هذا الفضاء بالمئات، بأداء هؤلاء الأسود الذي أبانوا على قدرات هائلة في الحفاظ على العرين مسلحين في ذلك بقوة الإيمان وثبات "النية" ورضى الوالدين وحنكة المايسترو وليد الركراكي الذي ارتبط اسمه خلال هذه التظاهرة الدولية بعبارة "سير سير سير…" والتي ذهبت به إلى تحقيق حلم لم يتأتى للعديد من الدول في مختلف القارات بلوغه.
وأشاروا إلى أن المقابلة الأخيرة التي جمعت بين المغرب وفرنسا حاملة لقب 2018 كانت صعبة، إلا أن أسود الأطلس، بفضل استماتتهم وروحهم القتالية وانضباطهم المنقطع النظير منذ انطلاق منافسات هذه الكأس، نقشوا اسمهم بحروف من ذهب في تاريخ الكرة العربية والإفريقية وحتى الدولية.