وسط موجة حر.. انقطاعات متكررة للماء الشروب ببرشيد تغضب السكان ومطالب بتدخل عاجل

DR

في 29/06/2025 على الساعة 08:30

تعيش ساكنة مدينة برشيد وجماعاتها المجاورة على وقع انقطاعات متكررة ومفاجئة للماء الصالح للشرب، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، ما زاد من حدة معاناة الأسر، وأثار موجة استياء واسعة في صفوف المواطنين وفعاليات المجتمع المدني.

وفي هذا السياق، أصدرت التنسيقية الإقليمية لفعاليات المجتمع المدني بإقليم برشيد بيانًا استنكاريًا عبّرت فيه عن «قلقها واستيائها البالغين من التسيب والتقصير» في تزويد المدينة بالماء الشروب، معتبرة أن هذه الانقطاعات تمس بشكل مباشر حق المواطنين في الولوج إلى الماء، أحد الحقوق الأساسية.

وأكدت التنسيقية أن الانقطاعات تتم «غالبًا بدون سابق إنذار أو توضيح رسمي»، مضيفة أن البلاغات الصادرة – إن وُجدت – «لا تحترم الآجال الفعلية للانقطاع، مما يفقدها المصداقية».

ووصفت التنسيقية هذا الوضع بـ«غير المقبول»، مشيرة إلى أن العائلات، خصوصًا التي تضم أطفالًا ومسنين ومرضى، أصبحت تعاني يوميًا، إضافة إلى تأثر الأنشطة التجارية والخدماتية.

سكان الطوابق العليا الأكثر تضررًا

ويُسجل السكان، خاصة قاطنو الطوابق الثاني والثالث والرابع، تضررًا مضاعفًا بسبب عدم وصول الماء نهائيًا أو توفره لساعات محدودة فقط خلال اليوم، ما يدفع العديد منهم إلى تخزين المياه في ظروف غير صحية، أو شراء مياه معبأة لتأمين حاجياتهم اليومية.

هذا الواقع دفع بعدد من الأسر إلى توجيه نداءات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بصور ومقاطع فيديو توثق غياب المياه عن صنابير المنازل لأيام متتالية.

مطالب المجتمع المدني

ودعت التنسيقية، في بيانها، كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها الشركة الجهوية متعددة الإختصاصات والسلطات المحلية والإقليمية والمجلس الجماعي والإقليمي، بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا المشكل وتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذه الانقطاعات المتكررة، مطالبة بفتح تحقيق حول تدبير شبكة الماء في المدينة.

وأكدت على ضرورة تحديث البنية التحتية المهترئة التي لم تعد قادرة على مواكبة الطلب المتزايد، واحترام مبدأ الشفافية والتواصل القبلي مع الساكنة بشأن أي انقطاع مبرمج.

كما لم تستبعد التنسيقية خوض أشكال نضالية خلال الأيام المقبلة «دفاعًا عن الحق في الماء» في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

الشركة تبرر.. ولكن!

من جانبها، عللت المديرية الإقليمية لبرشيد، التابعة للشركة الجهوية متعددة الخدمات (الدار البيضاء – سطات)، أحد الانقطاعات الأخيرة بوقوع عطب تقني على مستوى القناة الرئيسية للتزويد بالماء، التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء.

وذكرت المديرية، في إشعار وجهته للزبائن، أن « التزويد بالماء الشروب سيعرف انقطاعًا انطلاقًا من منتصف ليل الأربعاء إلى حدود الساعة الرابعة من مساء الخميس »، مشيرة إلى أن الانقطاع شمل مدينة برشيد وعددًا من الجماعات المجاورة، منها الساحل وسيدي المكي ولحساسنة.

لكن ووفق ما أكده عدد من ساكنة المدينة، لم تحترم الشركة الآجال المحددة ما أثار غضبهم خصوصا في هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.

مطالب بالحلول لا المبررات

ورغم التوضيح، لا تزال شريحة واسعة من المواطنين تعتبر أن البلاغات الرسمية غير كافية، وأنها لا تبرر حجم المعاناة اليومية الناتجة عن هذه الانقطاعات المتكررة، خصوصًا في ظل غياب أي خطة استعجالية لحماية الفئات المتضررة، خاصة سكان الطوابق العليا.

يذكر أن مدينة برشيد ومنذ سنوات عدة تعاني من انقطاعات متكررة في الماء الشروب خصوصا في فصل الصيف، ناهيك عن ضعف الصبيب في بعض الأحيان.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 29/06/2025 على الساعة 08:30