استغلال الوضع الصحي لمحمد زيان.. العدل فوق الاعتبارات الشخصية

صورة محمد زيان التي يتم استغلالها لكسب التعاطف

في 25/05/2024 على الساعة 15:29

برزت في الآونة الأخيرة محاولات لاستغلال وضع السجين محمد زيان الصحي كوسيلة للحصول على تعاطف الجمهور، متجاهلين أن القانون يجب أن يطبق على الجميع دون استثناءات. فمحمد زيان، الذي أدانه القضاء في محاكمة عادلة، ليس بمواطن استثنائي يتجاوز القانون.

يجب أن نتساءل: هل يمكن أن نساير هؤلاء الذين يروجون لصورة زيان كشيخ مريض، مستغلين سنه وصحته للحصول على تعاطف الناس؟ إذا سمحنا بذلك، فإن نصف السجناء قد يجدون أنفسهم خارج السجون لمجرد رأفة بسنهم أو حالتهم الصحية، بغض النظر عن فظاعة الجرائم التي ارتكبوها.

إن محمد زيان، المحامي السابق، ليس استثناءً بين السجناء. فهو يعيش داخل السجن في ظروف أفضل من كثيرين ممن هم في سنه ومصابون بأمراض مزمنة. ويتلقى زيان العلاج بانتظام، ويزوره الأطباء، ويحصل على الأدوية اللازمة، بل ويملك رفاهية لا تتوفر لكثير من السجناء الآخرين. فقد زاره أعضاء من مرصد السجون بالمغرب داخل زنزانته، وأخرج لهم قفة من تحت سريره تحتوي على عسل حر وزيت بلدي وبعض الأعشاب والمأكولات التي لا تتوفر لمساجين آخرين حالهم الاجتماعي لا يسمح بالرفاه الذي يوجد عليه محمد زيان...

المجتمع الذي يسعى لتحقيق العدالة يجب أن يحترم قوانينه، ولا يمكن للمؤسسات أن تمنح استثناءات على حساب الآخرين. فالمساواة أمام القانون تتطلب أن يُعامل الجميع بنفس الطريقة، بغض النظر عن حالتهم الصحية أو وضعهم الاجتماعي.

من يريدون استغلال وضع محمد زيان الصحي لكسب التضامن، يجب أن يتذكروا الجرائم التي أدين بها، ولا يمكن لعاقل أن ينساق وراء هذه المحاولات لنسيان الأفعال الجرمية التي ارتكبها. فلا يمكن إطلاق سراحه إلا بعفو ملكي معروف بشروطه وسياقاته، وليس نتيجة لمطالب تستغل ظروفه الصحية كحيلة لاستدرار التعاطف.

يجب على من يروجون لصورة محمد زيان لاستغلالها تجارياً أن يتقوا الله في العدالة والمساواة بين المواطنين أمام القانون، بغض النظر عن صحتهم أو وضعهم الاجتماعي.. لأن العدل يجب أن يكون شاملاً، ولا يمكن استثناء أحد تحت أية ذريعة.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 25/05/2024 على الساعة 15:29