المجلس الوطني لحقوق الإنسان يأسف لتطورات اعتصام خزان الماء ويحذر من الانفلات الرقمي

بوعبيد خلال اعتصامه بأعلى خزان مياه مرتفع ببني ملال مدة 18 يوم

في 13/07/2025 على الساعة 13:15

عبّر المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في قضية المواطن ب. ز.، الذي نفّذ اعتصاما فوق خزان مائي مرتفع بدوار أولاد عبو، التابع لجماعة أولاد يوسف بدائرة قصبة تادلة. وهي الواقعة التي تسببت في إصابة خطِرة لعنصر من الوقاية المدنية، ش. ي.، إثر تعرضه لاعتداء أثناء محاولته التدخل، إضافة إلى إصابة عنصر من الدرك الملكي، ب. ع.، والمعتصم نفسه، الذين يخضعون جميعا للمراقبة الطبية في وضع حرج.

وأوضح المجلس، في بلاغ له، أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال-خنيفرة تابعت تطورات الاعتصام منذ بدايته، تنفيذا لتوجيهات رئيسة المجلس، حيث قامت بزيارات ميدانية يومية وتواصلت مباشرة مع المعتصم في عدة مناسبات، كما سعت إلى توفير بعض حاجياته الأساسية، دون أن تتوقف عن محاولة إقناعه بإنهاء الاعتصام الذي يهدد حياته وسلامة من حوله.

ووفق البلاغ، كانت اللجنة قد تفاعلت أيضا مع نداء أفراد من عائلة المعتصم، خاصة شقيقته التي طلبت تدخلا مباشرا من المجلس. وفي هذا الإطار، عُقدت لقاءات مع والي الجهة ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بقصبة تادلة، بهدف معالجة مطالب المعتصم، وفي مقدمتها رغبته في إعادة فتح تحقيق قضائي في وفاة والده سنة 2019. وقد تعهد وكيل الملك حينها بالتعاطي مع هذا الطلب في إطار المساطر القضائية المعمول بها، ما دفع المعتصم إلى إعلان استعداده لإنهاء الاعتصام، قبل أن يتراجع في ما بعد ويقرر الاستمرار فيه.

وأشاد المجلس بالتفاعل الإيجابي للسلطات المحلية مع مقترحاته، معربا عن أمله في أن تكون تلك الجهود قد ساهمت في تجنيب المنطقة والأسرة مزيدا من المآسي. كما أكد استمراره في مواكبة الحالة الصحية للمصابين، ومرافقة الأسر المعنية خلال هذه المرحلة الصعبة.

في المقابل، حذر المجلس من خطورة استمرار تداول مقاطع الفيديو التي وثقت لحظات مؤلمة من الواقعة، والتي نُشرت بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون تحذير أو مراعاة للضوابط الأخلاقية. وأكد أن مثل هذه الممارسات قد تتسبب في أضرار نفسية للمعنيين وأسرهم، فضلا عن تأثيرها السلبي على المجتمع من خلال تعويد الجمهور على مشاهد العنف وتكريس ثقافة التطبيع مع الألم الجماعي.

ودعا المجلس في هذا السياق إلى ضرورة ترسيخ ثقافة إعلامية رقمية قائمة على احترام الكرامة الإنسانية، مشددا على أن حرية النشر لا تبرر مشاركة كل ما هو صادم، وأن مسؤولية النشر تتطلب التزاما بأخلاقيات المهنة والمعايير التي تحكم الإعلام المسؤول.

وبدأت فصول القضية يوم 24 يونيو، حين قرر بوعبيد، الملقب بـ«فلسطين»، الدخول في اعتصام مفتوح من أعلى خزان مياه بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، احتجاجا على ما وصفه بـ«الغموض الذي يلف وفاة والده، الجندي المتقاعد»، مطالبا بفتح تحقيق نزيه في ظروف الوفاة.

وبعد 18 يوماً من الاعتصام، أقدم بوعبيد، فجر السبت 12 يوليوز 2025، على إلقاء نفسه من أعلى الخزان، بعد اعتدائه على أحد عناصر الوقاية المدنية الذي حاول الوصول إليه لتقديم الإسعافات، بقضيب معدني، ثم دفعه من أعلى الخزان، مما أسفر عن إصابته بكسور خطِرة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً، وفق ما أكدته مصادر طبية.

الواقعة استنفرت العناصر الأمنية بالمنطقة، حيث حاولت عناصر الدرك الملكي محاصرته وإنقاذه، غير أنه واصل المقاومة العنيفة، مستعملاً أدوات حادة وملقياً الحجارة في محيط الخزان.

وبعد ساعات من التوتر، أقدم على القفز من الأعلى، واضعا حبلا حول عنقه، في مشهد أثار صدمة الحاضرين، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وُضع تحت العناية المركزة، إثر إصابته بكسور حادة على مستوى الساق والكتف، في وقت فتحت مصالح الدرك الملكي بحثاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف ظروف وملابسات الوقائع.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 13/07/2025 على الساعة 13:15