وذكرت مصادر خاصة أنه وتنفيذا لتعليمات السلطة الإقليمية بإقليم طاطا، عملت السلطة المحلية بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني على تنظيم هذه الحملات التحسيسية اليومية داخل مجموع الواحات المتواجدة بالنفوذ الترابي للإقليم، بناءا على ما قالت إنها « خطة استباقية » لتفادي مسببات الحريق.
وتشرك السلطات المحلية بالإقليم بشكل مباشر الساكنة لإبراز الوعي بأضرار الحرائق على الواحة التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد ومتنفس إيكولوجي يزخر بالعديد من النباتات النادرة والطيور المتنوعة.
وقد قامت الجماعات الترابية بالإقليم، بتعليمات من عامل الإقليم صلاح الدين امال، باقتناء العديد من الآليات والأدوات والمعدات التي سيتم تسخيرها في التدخلات الأولية من طرف المجتمع المدني في حالة نشوب أي حريق بإحدى الواحات، وتشتمل هذه المعدات على طفايات الحريق ومعاول وقواذف المياه وخراطيم الإطفاء و سوائل رغوية.
وسلم عامل إقليم طاطا نحو 20 مضخة معدة لإطفاء حرائق الواحات، وهي مضخات اقتنتها الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة بمبلغ يقدر ب 320.000 درهم لمواجهة الحرائق في الواحات.
ولانجاح المهمة، قامت القيادة الإقليمية للوقاية المدنية في السياق ذاته، بحضور عدد من المواطنين والفلاحين من المنطقة والسلطات المحلية بعمليات محاكاة إطفاء الحريق والتدخل الاستباقي في حالة نشوب أي حريق مفترض، حيث شاركت في هذه العملية فعاليات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة والواحات.
ولقيت هذه المبادرة النوعية الرامية للحد من حرائق الواحات، إرتياحا كبيرا لدى الساكنة التي عبرت بكل مسؤولية على إشراكها في حماية الواحات من الحرائق، حيث أنه من شأن مثل هذه العمليات وبفضل هذه التدابير الاستباقية والاجتماعات الأمنية المنتظمة بمقر العمالة تمكن في المدة الأخيرة إقليم طاطا من تطويق هذه الآفة التي باتت تؤرق بال الساكنة كل سنة خصوصا مع توالي سنوات الجفاف والتغيرات المناخية وندرة المياه، إذ ينتظر إعلان إقليم طاطا إقليما بدون أي حريق خلال السنة الحالية.
وتشكل هذه الواحات مناطق تمتاز بمؤهلاتها الطبيعية الإيكولوجية وسجلها التاريخي الذي يمتاز بإمكانات جغرافية وتراثية جعلتها مناطق عبور واستقرار وتلاقح الأفكار والعادات والتقاليد خلال عقود من الزمن.