وفي تصريح لـle360، وجه زين العابدين الهندوز، نائب رئيس تجمع نقابات صيادلة المغرب، رسالة واضحة للرأي العام والجهات المسؤولة، مؤكداً أن «صبر الصيادلة قد نفذ»، وأن سياسة «الإقصاء الممنهج التي تنهجها الوزارة تدفع المهنة نحو مستقبل غامض».
ونفى المسؤول الصيدلاني، عقب ندوة صحفية عقدها صيادلة الشرق بمقر نقابتهم بوجدة مساء الاثنين 21 يوليوز 2025، بشكل قاطع الاتهامات التي طالت الصيادلة مؤخراً، والمتمثلة في «معارضتهم لتخفيض أسعار الأدوية»، مؤكد للرأي العام أن «الصيدلاني لم يكن يوما ضد تخفيض ثمن الدواء، بل على العكس، نحن مع كل إجراء يهدف إلى تسهيل ولوج المواطنين إليه، وجعله في متناول الجميع».
وأكد زين العابدين أن التلويح بالأشكال النضالية، بما في ذلك الإضراب، هو « حق مشروع » يأتي نتيجة لسنوات من الانتظار، مضيفا: « لدينا ملف مطلبي متكامل ظل مركوناً في رفوف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لسنوات دون أي تجاوب »، مشددا على أن « مطالبنا مشروعة وقابلة للتنفيذ وليست تعجيزية ».
ويأتي هذا التوضيح في وقت يستعد فيه القطاع لمرسوم جديد لتحديد أسعار الدواء، والذي بحسب بلاغ صادر عن تجمع نقابات صيادلة المغرب، تحصل le360 على نسخة منه، تعتزم الوزارة إخراجه «دون أي إشراك حقيقي للتمثيليات النقابية»، مما يشكل «استهتارا صارخاً بمبدأ الشراكة، وتهديداً مباشراً لاستقرار الصيدليات الوطنية».
وأشار بلاغ التجمع إلى أن «كل محطات الحوار بين الوزارة وممثلي المهنة باءت بالفشل بعد وعود كاذبة»، وهو ما اعتبره المصدر ذاته، تأكيدا على « غياب إرادة حقيقية للإصلاح».
ويتضمن الملف المطلبي، الذي يضم 13 نقطة، مطالب حيوية أبرزها، تفعيل حق الاستبدال، وهو إجراء يصب في مصلحة المواطن أولاً، حسب مهنيي القطاع، بالإضافة إلى تعديل قانون 1922، والذي يعتبر الدواء مادة خاضعة لقيود صارمة وغير مواكبة للعصر، وكذا إخراج مراسيم القانون 18-98، لتفعيل المجالس الجهوية للصيادلة، ومنحها الصلاحيات اللازمة، والتعويض عن الخدمات والمخاطر، مع تنظيم بيع المكملات الغذائية، واسترجاع الحق الحصري في بيع بعض الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأمام هذا الوضع، دعا تجمع نقابات صيادلة المغرب كافة النقابات والمركزيات إلى « تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف » لمواجهة ما وصفه بـ « السياسات الارتجالية للوزارة »، مناشدا القاعدة الصيدلانية بالانخراط بقوة في المسلسل النضالي « كخيار لا رجعة فيه »، محذِّراً من أنه في حال استمرار هذا التجاهل، فإنه « سيتحمل مسؤوليته التاريخية » بالإعلان من جانب واحد عن برنامج نضالي تصعيدي يشمل وقفات احتجاجية وإضرابات متسلسلة، مؤكداً على أن «ساعة الحقيقة قد دقت، ولا مجال بعد اليوم للصمت أو الانتظار».




