وأبرزت يومية «الأخبار»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، أن الاحتجاجات تحولت إلى ممارسات تخريبية خطِرة ببعض المواقع، بمدن سلا والرباط وتمارة والصخيرات، ومدن أخرى بجهات سوس ومراكش والشرق والشمال، مشيرة إلى أنه بخصوص جهة الرباط، فقد تفاعلت النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط مع التوجيهات الصادرة عن رئاسة النيابة العامة ليلة «الأربعاء الأسود»، بعد أحداث الشغب الخطِرة التي شهدتها عشرات المواقع بتراب المملكة، حيث كلفت، بتنسيق مع النيابات العامة، ومصالح الشرطة القضائية بسلا والرباط وتمارة، وكذا مصالح الدرك الملكي، بمباشرة التحقيقات والأبحاث اللازمة حول أحداث الشغب والتخريب، التي عرفتها هذه المدن، خاصة بسلا وحي التقدم بالرباط، وكذا مدن الصخيرات وتامسنا وتمارة.
أحداث الفوضى بإنزكان.. تنديد واسع بتخريب الممتلكات العامة والخاصة
وأضافت اليومية في خبرها، أن الأبحاث انصبت في البداية على وقائع الشغب والتخريب التي شهدتها بعض أحياء سلا تحديدا، حيث جرى إيقاف 46 راشدا، تم وضعهم رهن الحراسة النظرية، و44 قاصرا تم وضعهم رهن المراقبة الحفظية، مبينة أن هذه الاعتقالات جاءت مباشرة بعد تدخل الأجهزة الأمنية وقوات التدخل، بعد جنوح الاحتجاجات السلمية عن مسارها، بسبب تسلل جانحين ومراهقين إلى هذه الوقفات، من أجل استهداف وتخريب ممتلكات عامة وخاصة.
وأوضح مقال «الأخبار» أن الحصيلة، بمدينة سلا فقط، كانت غير مسبوقة، حيث خلَّفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف رجال الأمن والقوات العمومية، طالت 24 عنصرا، وإضرام النار بسيارتين للشرطة، وكذا دراجة نارية للخواص، وإضرام النار في وكالة بنكية بحي الأمل، وبالعيايدة، فضلا عن خسائر مادية جسيمة على مستوى مركز تجاري، بسلا، الذي تعرض لهجوم وتخريب جماعيين من طرف عشرات الأشخاص، معظمهم قاصرون، كما شملت أحداث الشغب والتخريب متجرا للقرب بسلا، وتعرضه لأعمال نهب وسرقة وإضرام النار، كما تم إلحاق خسائر جسيمة أيضا بالملحقة الإدارية بالفروكي، وكذا دائرة الشرطة ومصلحة حوادث السير.
وأكدت الجريدة، في متابعتها، نقلا عن مصادر لها، أن هذه الوقائع الخطِرة التي شهدتها مدينة سلا، ومدينة الرباط بنسبة أقل، استنفرت النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالعاصمة، التي أناطت بأقسام الشرطة القضائية إجراء أبحاث فورية، وأحالت هذه الأخيرة ما يناهز 200 شخص في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، خلال الفترة الممتدة من صباح الجمعة الماضي إلى صباح أمس الأحد، حيث تجند كل قضاة النيابة العامة وأطر محكمة الاستئناف الإدارية والأمنية من أجل استقبال جحافل الموقوفين، إذ تواصلت التقديمات والاستنطاقات التمهيدية من طرف قضاة النيابة العامة، تحت إشراف مباشر للوكيل العام للملك دون توقف خلال ثلاثة أيام، قبل أن تسفر هذه العملية عن حصيلة أولية مهمة من الاعتقالات مرتبطة بهذه الفترة.
وأشار مقال «الأخبار» إلى أن عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا والرباط، أحالت على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، يوم الجمعة الماضي، 136 متورطا في أحداث الشغب، منهم 57 حدثا، وبعد إحالتهم على قاضي التحقيق مع ملتمس بإجراء التحقيقات التفصيلية، تقرر إيداع 84 شخصا منهم السجن، من أجل المتابعة في حالة اعتقال، فيما قرر قاضي التحقيق متابعة 31 شخصا في حالة سراح، وحفظ المسطرة في حق ستة أشخاص، مع تمديد المسطرة وتعميق الأبحاث في حق 15 مشتبها فيه.
وبيّنت الجريدة، في متابعتها لهذه التطورات، أن حصيلة التقديمات التي تمت يوم السبت الماضي، تمثلت في استقبال النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط 34 شخصا، اعتقل منهم 17 شخصا، وتوبع في حالة سراح خمسة اشخاص، مع تمديد الحراسة النظرية في حق 12 شخصا، مضيفةً أنه بخصوص حصيلة أمس الأحد، استقبلت استئنافية الرباط 30 شخصا مشتبها في تورطهم في أحداث الشغب الخطِرة بسلا، بينهم 16 حدثا.
وقرر قاضي التحقيق، بناء على ملتمس الوكيل العام للملك، إبداع 26 شخصا السجن، من أجل المتابعة في حالة اعتقال، فيما تقررت متابعة ثلاثة أشخاص في حالة سراح، وحفظ المسطرة في حق شخص واحد.
وتوزعت التهم الموجهة إلى الموقوفين والمعتقلين الذين جرى إيداعهم السجن خلال الفترة الممتدة من الجمعة إلى الأحد، من طرف محكمة الاستئناف بالرباط، بين التجمهر المسلح والعصيان وقطع الطريق العمومية، والرشق بالحجارة وتخريب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، من سيارات الأمن والدرك والدراجات النارية الوظيفية، وكذا تخريب ممتلكات خاصة، والسرقة والنهب وإضرام النار وحيازة مواد محظورة، وتخريب محلات تجارية وبنوك وسرقتها، وإضرام النار فيها.
وتابع مقال «الأخبار» أنه، بالتوازي مع هذه الإيقافات والاعتقالات الكبيرة وغير المسبوقة، التي حسمتها النيابة العامة وقاضي التحقيق لدى استئنافية الرباط بإيداع 136 شخصا السجن من بين 200 مشتبه فيه عرض عليها في ثلاثة أيام، حيث استقبلت النيابات العامة بكل من الرباط وسلا وتمارة وتيفلت والخميسات، عشرات الراشدين والأحداث المتورطين في أحداث الشغب التي تزامنت مع احتجاجات «جيل Z» التي خرجت عن مسارها السلمي ببعض المواقع، بسبب تهور أشخاص معظمهم من ذوي السوابق وأطفال.
وقد تبرأت منهم الفئات المحتجة المنخرطة في حركة «جيل Z»، عبر بلاغات رسمية، حيث استنكرت ممارسات التخريب والنهب التي رافقت هذه الاحتجاجات.
أحداث الفوضى بأيت عميرة



















