«بعد أربعة أشهر من المفاوضات المكثفة والإجراءات التي لا نهاية لها، ومعظمها سرية، أستطيع اليوم أن أعلن لكم، ببالغ التأثر والرضا، عن إعادة جثمان عبد العالي مشيور إلى المغرب»، يقول حكيم شرقي، محامي عائلة مشيور، مؤكدا، في تصريح لموقع Le360، أن عملية النقل تمت عبر مركز زوج بغال الحدودي البري، والقنصلية المغربية في الجزائر هي التي دفعت ثمن سيارة الإسعاف الجزائرية وضرائب نقل الجثمان.
«هذا العمل الذي دام أربعة أشهر ينتهي اليوم. وسوف يتم تقديم جثمان عبد العالي إلى السلطات القضائية، ربما لتشريحها، قبل تسليمها إلى أقاربه لإقامة جنازته»، يتابع المحامي شرقي.
حفل وداع كانت العائلة تنتظره منذ عدة أسابيع، وسط جو من الخشوع والتأثر. وقال المحامي: «إن الأسرة تأمل أن يتمكن الجميع، سواء أولئك الذين يعرفون عبد العالي أو أولئك الذين يرغبون في المشاركة من أجل العدالة، من حضور الجنازة».
وبالعودة إلى هذا المسار المليء بالعوائق وسوء الفهم والألم، الذي كان على عائلة مشيور أن تخوضه بمساعدة فريقها من المحامين. يقول المحامي حكيم شرقي: «لقد اتخذنا عدداً كبيراً من الخطوات، وواجهنا العديد من الأبواب المغلقة. لقد واجهتنا عقبات إدارية، وليس من الواقعي أن نتجاهلها. لقد عانينا أيضًا من انسداد، وهنا أيضًا سيكون من الحماقة إنكاره، ذو طبيعة سياسية». ويضيف: «لكن في النهاية، تمكنا من التغلب على كل هذه العقبات من أجل بدفن جثمان عبد العالي، الذي سيرقد الآن في سلام بالأراضي المغربية، في وطنه إلى الأبد».
وفي هذا الصدد، أشاد المحامي بـ«جميع الأطراف التي قدمت المساعدة لعائلة مشيور ومحامييهم في قضيتهم الصعبة. بدءا بالقنصلية المغربية بتلمسان، التي لم تدخر جهدا في هذا الاتجاه، مما يدل على الجاهزية والكفاءة التي لا تشوبها شائبة».
وفي السياق ذاته، يستشهد المحامي بزملائه الجزائريين الذين كان تدخلهم حاسما. «تم حل الوضع بفضل تدخلات العديد من زملائنا في الجزائر ». وأوضح: « كلفناهم وتمكنوا من الحصول من الوكيل العام لولاية تلمسان على الوثائق اللازمة للدفن والتصريح الذي يسمح بإعادة الجثمان إلى وطنه».
ويستمر البحث عن العدالة
لكن إذا شعرت عائلة مشيور بالارتياح بعودة جثمان عبد العالي، فإنها تظل ملتزمة ببحثها عن الحقيقة ونضالها من أجل العدالة. أما بالنسبة للمعركة القانونية والسعي لتحقيق العدالة التي بدأناها منذ البداية، فهي مستمرة. وسنحتاج إلى دعم الجميع وتحملهم في الأسابيع والأشهر القادمة.
إقرأ أيضا : احتجاز الجزائر لجثمان المغربي عبد العالي مشيور.. اللجوء إلى القيم الإسلامية كملاذ أخير
يذكر أن هيئة الدفاع عن مشيور اتصلت بمقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا لإجراء تحقيق. وفي الوقت نفسه، بُذلت جهود كبيرة للتواصل مع السلطات الجزائرية.
تجدر الإشارة إلى أن وقائع هذه الجريمة المروعة وقعت مساء الثلاثاء 29 غشت 2023، حين أطلق خفر السواحل الجزائري العاملون بالمنطقة الحدودية البحرية مع المغرب الرصاص على شبان كانوا يمارسون هواية التزلج على الماء، مما أسفر عن مقتل شابين فرنسيين مغربيين، هما بلال قيسي وعبد العالي مشيور، اللذين تاها في عرض البحر أثناء ممارستهما هواية التزلج على الماء بشاطئ السعيدية، بينما تم اعتقال ومحاكمة شاب آخر اسمه إسماعيل سنابي، في وقت نجا فيه الشاب محمد قيسي من الموت بأعجوبة، حيث أثارت القضية اهتمام الرأي الوطني والدولي، واتخذت أبعادا دولية.
