البوفا أومخدر الفقراء كما يطلق عليه البعض، هو مخدر ليس كباقي المخدرات، مفعوله لحظي لكن الوقوع في شباك إدمانه أسرع من المتوقع، يتراوح سعره بين 50 درهم للجرعة الواحدة والذي يطلق عليها في أوساط المدمنيين (الحجرة) وهي قطعة صغيرة تصلح للاستعمال الواحد (3 نترات فقط)، وبين 600 و800 درهم للغرام، ويختلف السعر حسب الجودة وقوة المنتج.
هذا المخدر، ووفق ما كشفته تحقيقات الشرطة القضائية، يتم صنعه محليا، وتعتبر مدينة الدروة المركز الرئيسي لتجارته.
وفي ما يخص مكوناته وطريقة صنعه، فقد كشفت التحاليل المخبرية التي أجراها خبراء المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية بالدار البيضاء، التابع لمعهد العلوم والأدلة الجنائية، أن البوفا عبارة عن تفاعلات كيميائية يتم خلالها خلط نوع رديئ من الكوكايين مع مواد أخرى تشكل خطرا كبيرا على صحة مستهلكيه، البيكاربونات أو الأمونياك أو هما معا.
عينات من البوفا تم حجزها خلال عملية أمنية بالفداء. DR
وتكمن خطورة البوفا في سرعة إدمانه وتأثيره على الجهاز العصبي لمتعاطيه، فحسب رئيسة المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية بالدار البيضاء العميد الممتاز حكيمة يحيا، يختلف البوفا عن الكوكاين في طريقة استعماله ومدة مفعوله، بحيث إن تأثير الكوكايين يظهر بين 10و 15دقيقة ويدوم لساعات طوال، عكس «البوفا» أو «الكراك» أو «الفريباز» فمفعوله يظهر مباشرة بعد استعماله في بضع ثواني فقط، ولا يدوم أكثر من 5دقائق ما يجعل مستعمله يلجأ لجرعة ثانية ثم ثالثة فرابعة... وفي كل مرة يحتاج إلى زيادة الكمية.
المعلومات التي حصلنا عليها خلال إنجاز تحقيقنا، تشير إلى أن تجارة البوفا ما تزال مستمرة، فبعد تدمير قلعتهم وإسقاط كبارهم، تسلل بعض مروجي البوفا إلى مناطق أخرى، قرب مطرح النفايات بمديونة، منطقة الحباشة ضواحي برشيد، السوالم وبوسكورة، في وقت ماتزال فيه المحلات الأمنية مستمرة لتجفيف منابع هذا المخدر الخطير.