أثار تصريح وزير العدل بشأن ما سماه بـ »شهادة التأهيل للزواج » انتباه المغاربة الذين تساءلوا حول ماهية الجهة التي ستمنح هذه الشهادة؟ وكيف؟ وما هي المعايير التي سيتم اعتمادها لتقييم أهلية وكفاءة المقبلين على الزواج؟
للإجابة على هاته الأسئلة استفسر موقع le360 وزارة العدل، التي أكدت أن « شهادة التأهيل للزواج » هي –حتى الآن- « مجرد فكرة يمكن دراسة نجاعتها مستقبلا ».
وأوضح مصدر مسؤول بالوزارة أن هاته الفكرة تولدت من خلال مقترحات عدة هيئات ومؤسسات خلال مشاورات تعديل مدونة الأسرة. تتلخص الفكرة في إلزام المقبلين على الزواج بالخضوع لدورات تدريبية تهدف إلى توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم القانونية، وتلقينهم مهارات التواصل الضرورية لإنجاح العلاقة الزوجية والوقاية من الصدامات التي قد تؤدي إلى الانفصال...
يحصل المشاركون في نهاية التكوين على شهادة تخوّلهم إتمام عقد الزواج، شبيهة بما يُعرف دوليا بـ«رخصة قيادة الأسرة».
وبينما لم يستقر الأمر بعد على أي قرار بشأن الجهة التي ستتولى هاته المهمة، رجح مصدرنا أن يتم إسنادها في النهاية إما لهيئة العدول أو إلى أعضاء المجالس العلمية المحلية أو جهة أخرى يتم التوافق عليها لاحقا.
250 حالة طلاق يوميا
خلال إجابته على سؤال شفهي بمجلس المستشارين، تمحور حول تدابير الوزارة بشأن ارتفاع معدلات الطلاق، قلّل وزير العدل عبد اللطيف وهبي من حدة أرقام الطلاق التي يتم تداولها بالمغرب، إذ كشف أنه تم تسجيل حوالي250 حالة طلاق يوميا، لكن الوزير اعتبر أن هذا الرقم « لا يعكس أزمة حقيقية، لاسيما أن معدلات الزواج بلغت 240 ألف حالة سنويا »، وهو ما يشير –حسبه- إلى تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية. لكنه أكد على أهمية تعزيز مساطر الصلح وتطوير إجراءات الطلاق، بما في ذلك تنظيم جلسات مغلقة في المحاكم لحماية خصوصية الأزواج.
تجارب دولية تلهم المشروع
تستند فكرة التأهيل للزواج إلى تجارب ناجحة في بلدان عدة، أبرزها ماليزيا، حيث تبنّى رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد برنامج « رخصة قيادة الأسرة »، ما أدى إلى خفض نسبة الطلاق من 32% إلى 7%.
برامج مشابهة تُقدّم اليوم في أستراليا وأوروبا، وتُشرف عليها مؤسسات متخصصة تضم خبراء في الشريعة وعلم النفس والاجتماع.
أنواع برامج التأهيل للزواج
تتنوع برامج التأهيل للزواج بحسب الجمهور المستهدف:
1. التثقيف الزوجي: يستهدف العزاب غير المتزوجين.
2. التأهيل قبل الزواج: مخصص للخُطّاب وللعزاب المهتمين بالزواج.
3. تعزيز الزواج: يهدف لتحسين مهارات الأزواج الحاليين.
4. الوقاية من الطلاق: يُقدَّم للأزواج الذين يواجهون مشكلات زوجية.
بين التفاؤل والتشكيك
يبقى مستقبل شهادة التأهيل للزواج رهين النقاشات والتعديلات التشريعية المقبلة. وبينما يرى مؤيدو الفكرة أن التأهيل المسبق للزواج قد يسهم في الحد من تفكك الأسرة عبر تعزيز وعي الأزواج بمسؤولياتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتجاوز التحديات اليومية، يشكك آخرون في جدواها العملية، خاصة إذا ما استُخدمت كإجراء شكلي دون معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات الأسرية.