«أعيدوا طيور حميد». وسم ظل ينتشر منذ ثلاثة أيام عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ليس فقط في مدينة شفشاون وإنما انتشر على نطاق واسع عبر عشرات من الصفحات بينها صفحات فنانين من أبناء مدينة شفشاون كما الشأن بالنسبة لعدد من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، والذين زاروا المدينة الزرقاء والتقطوا صورا مع طيور الببغاء التي كان يملكها حميد.
وبمجرد حجز مصالح المياه والغابات لطيور حميد، الذي يعد من قدماء المصورين المتجولين في مدينة شفشاون منذ سنة 1999، وفقا لمصادرنا، عجت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التضامن الواسعة التي طالبت الجهات المعنية بإعادة « طيور الببغاء لحميد » الذي كان يشتهر في ساحة « وطاء حمام » كمربي طيور « الببغاء » التي يقصدها الزوار وشخصيات معروفة من أنحاء العالم إلى جانب السياح الأجانب لالتقاط الصور معها مقابل مبلغ لا يتجاوز 8 دراهم.
وظلت صور «طيور حميد» تجوب كل بقاع العالم عبر الاستغراب وعبر الفيسبوك ومنصات أخرى، كما بادر العشرات من المؤثرين الى التقاط صور مع طيور الببغاء ونشرها ضمن تقارير على منصة اليوتيوب إلى جانب وسائل إعلام وطنية وأجنبية.
وتعد طيور الببغاء المحجوزة مصدر الرزق الوحيد للمصور حميد، حيث قضى أزيد من 20 سنة في الساحة، ومنحت طيوره جمالية أخرى للساحة التي يقصدها المئات من السياح والمشاهير من مختلف دول العالم.
حملة تضامن واسعة
كان الفنان التطواني محسن حمود أول المتضامنين مع المصور حميد عقب حجز طيور الببغاء من ساحة وطا الحمام بشفشاون، حيث نشر مقطع فيديو على صفحته على الفيسبوك مع تعليق جاء فيه: « إن المصور حميد زاد المدينة شهرة واسعة ليس وطنيا فحسب بل على الصعيد العالمي من خلال الصور التي يلتقطها الزوار والسياح مع طيور الببغاء التي أضافت رونقا إلى ساحة المدينة الشهيرة.. ».
وبدوره نشر الفنان والممثل ياسين أحجام صورا التقطها مع إحدى الببغاوات التي كانت بحوزة المصور حميد بساحة وطا الحمام بشفشاون، وأعلن تضامنه الكبير.
وكتب ياسين أحجام على صفحته الرسمية: « خاي حميد انت لست وحدك هذه قضيتنا جميعا، حنا معاك في هاذ المحنة إلى أن تفرج بحول الله... ».
الضجة تصل البرلمان
في سؤال كتابي وجهته البرلمانية سلوى البردعي، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تساءلت البرلمانية عن حيثيات الإجراء الذي أقدمت عليها الإدارة الإقليمية للمياه والغابات بالحجز على ببغاوات لمروج سياحي بساحة وطاء الحمام التاريخية بعد تواجده بهذه الساحة لأكثر من عشرين سنة.
وطالبت البرلمانية الوزير بالكشف عن تفاصيل هذا « الإجراء غير مسبوق » والذي تمثل حسب تعبيرها في « الحجز على طيور الببغاوات في ملك مروج سياحي يتواجد بهذه الساحة أزيد من عشرين سنة، حيث أصبح جزء من وسائل الترويج للمدينة وجزء من الهوية البصرية للساحة من خلال الصور التي يأخذها زوار المدينة بجانب الببغاوات بمقابل بسيط، يتحمل بها نفقات أسرته »، حيث اعتبرت البرلمانية البردعي أن « الإجراء الذي أقدمت عليه الإدارة محط تساؤل الرأي العام الشفشاوني عن دواعي حجز الببغاوات ».
من جهته، راسل عبد الرحمان العمري، عن حزب التجمع الوطني للأحرار عن دائرة شفشاون، وزير الفلاحة عبر سؤال كتابي حول « أسباب حجز ببغاوات وطاء حمام بشفشاون ».
وجاء في السؤال الكتابي للبرلماني العمري: » لا تخفى عليكم المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة شفشاون على المستوى السياحي الوطني، وذلك بفضل ما تزخر به من خصوصیات ومقومات طبيعية وثقافية وتاريخية متنوعة ».
وأضاف العمري: « تظل ساحة وطاء الحمام من بين الأماكن الأكثر جذبا للسياح المغاربة والأجانب عند زيارتهم للمدينة، والتي اعتادوا بها على التقاط صور تذكارية مع ببغاوات يمتلكاها أحد أبناء المنطقة، الذي قضى أكثر من 25 سنة في تربيتها، والتي كان تواجدها بهذه الساحة يضفي سحرا فريدا عليها، إلى أن قامت المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالإقليم، مؤخرا بحجز هذه الطيور، وهو ما آثار جدلا واسعا واستياء كبيرا من طرف الساكنة وزوار المدينة، معتبرين أن هذه الطيور أضحت جزء لا يتجزأ من المشهد السياحي والترويج السياحي للمدينة ».
وتساءل البرلماني عن حزب الأحرار وفق ما جاء في المراسلة الكتابية عن: « الأسباب التي استدعت القيام بهذا الإجراء الذي خلف آثارا سلبية بمدينة شفشاون؟.. »
وبدوره وجه عبد الرحيم بوعزة البرلماني بإقليم شفشاون عن حزب الاصالة والمعاصرة، سؤال كتابي لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول الحجز على مجموعة من الطيور بإقليم شفشاون.
وجاء في سؤال بوعزة: » تفاجأ الرأي العام المحلي بشفشاون بنبأ حجز مجموعة من الطيور من قبل مصالح المياه والغابات، بحيث كانت تستغل في الترويج للسياحة بهذه بالمدينة التي كان معظم زوارها يستغلون فرصة تواجدهم بها لالتقاط صور للذكرى، وكثيرا ما كانت الصورة آلية مهمة سوقت لمظاهر الرقي والنقاء بالمدينة الزرقاء وعرفت بها للعالم عبر منصات التواصل الاجتماعي.. ».
وأضاف البرلماني: « مما فاقم من سخط الرأي العام تجاه هذا القرار هو الممارسات التي حدثت أمام أعين مأموري مصالحكم بمختلف مناطق الإقليم في ضرب صارخ لكل القوانين المنظمة من قنص جائر ومن تهريب لأنواع نادرة من الطيور ومن تخريب للثروة الغابوية والحيوانية دون احترام أدنى شروط المراقبة « .
وأمام هذا الوضع، وفقا لما جاء في السؤال الكتابي للبرلماني عبد الرحيم بوعزة: « إننا نسائلكم عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذونها من أجل تغيير هذا الوضع، خصوصا وأن الأمر يتعلق بمواطن بسيط آمن بإمكانية التشغيل الذاتي وخدم السياحة بإخلاص وتفان لمدة تزيد عن عشرين سنة؟
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا