وقد تم تنظيم هذا الحدث من طرف هيئة المهندسين المعماريين بموضوع « المهندسون المعماريون خلال فترات الطوارئ: رؤى مندمجة من أجل إعادة إعمارٍ مستدام » في إطار المشروع الكبير لإعادة الإعمار، الذي أطلقه الملك لفائدة المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، شكيب بنعبد الله، أن مساهمة الهيئة في جهود إعادة إعمار منطقة الحوز تحرص على مراعاة الهوية التراثية والمعمارية المحلية للمنطقة، وذلك تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية.
وأشار بنعبد الله إلى أن هيئة المهندسين قامت بتنسيق الجهود مع اللجنة المكلفة بعملية إحصاء المرافق المتضررة من الزلزال، حيث جندت لهذا الغرض عددا كبيرا من المهندسين المعماريين، مضيفا أنها وضعت، بتنسيق مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، الوثائق التوجيهية اللازمة رهن إشارة المهندسين المعماريين وباقي المتدخلين في المراحل الأولى لإعادة الإسكان، بالإضافة إلى تعبئة عدد من الخبراء للمواكبة في هذا المجال.
وأكد رئيس الهيئة على الدور المحوري الذي يضطلع به المهندس المعماري في تثمين وإبراز غنى الإرث الثقافي الوطني، وذلك بحكم وعي هذا الفاعل الوطني التام بضرورة استحضار الهوية والمميزات الحضارية والثقافية الوطنية، مبرزا أهمية توفر الشروط التقنية والإمكانات المادية لتمكينه من القيام بمهامه على أحسن وجه، فضلا عن ضرورة خضوعه للتكوين في مجال الحفاظ على التراث المعماري وكيفية استعمال المواد المحلية.
وعرفت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء حضور، على الخصوص، الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يوسف الحسني، ووالي جهة مراكش - آسفي، فريد شوراق، وعدد من الضيوف الأجانب من بينهم ليلى بن جدو، رئيسة هيئة المهندسين المعماريين التونسيين، وريجينا جونتييه، رئيسة الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، ودوناتيان كاسييت كالوم، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بإفريقيا، وأمير تركي، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بحوض البحر الأبيض المتوسط، وفودي ديوب، رئيس اتحاد المهندسين المعماريين الناطقين بالفرنسية في إفريقيا.
وأجمعت المداخلات الافتتاحية، على الدور الهام الذي يضطلع به المهندس المعماري في إعادة الإعمار المستدام، مع التأكيد على الحاجة إلى تبني مقاربات متكاملة لضمان إعادة الإعمار المستدام في المناطق المنكوبة ولمواجهة التحديات الملحة في المجال المعماري خلال فترات الطوارئ.
ويتضمن برنامج هذا اليوم ندوة تمهيدية لمحمد الطوزي، عالم الاجتماع والمدير المشارك في المركز المتوسطي لعلم الاجتماع، العلوم السياسية والتاريخ، حول إعادة الإعمار المستدام، إلى جانب ندوات أخرى تسلط الضوء على برامج إعادة بناء المساكن والبنايات في المناطق المنكوبة بالحوز، فضلا عن عرض تقنيات إعادة التأهيل باستخدام المواد المحلية، وأساليب إعادة الإعمار والتأهيل في الموقع، وهو ما يعكس الالتزام الواضح والملموس للمهندسين المعماريين للانخراط في إعادة الإعمار المستدام.
كما يشكل اللقاء فرصة لتسليط الضوء على « مؤسسة مهندسي الطوارئ »، ودورها الحاسم خلال الزلزال، من خلال عملها على تقييم الأضرار، وتقديم توصيات مهمة لإعادة الإعمار، وتكريم العديد من المهندسين المعماريين المشاركين الملتزمين بتطوير المهنة، وأيضا بعض النشطاء القدامى في مجال الهندسة، وكذا المدرسين، والمهندسين المعماريين المعروفين بمساهماتهم.
يشار إلى أن اليوم الوطني للمهندس المعماري، الذي تم تأسيسه تخليدا لذكرى الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك الراحل الحسن الثاني بمراكش في 14 يناير 1986، يكتسي أهمية عميقة. وقد أكد الخطاب على ضرورة تطوير التصميم المعماري المغربي، وكان انطلاقة لتأسيس هيئة المهندسين المعماريين ووضع قانون خاص لها.
وفي 18 يناير من سنة 2006، جدد الملك محمد السادس ضرورة مواصلة هذا الالتزام، مؤكدا على الدور الحاسم للهندسة المعمارية في التنمية البشرية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم منذ سنة 2016 تنظيم مهرجان العمارة، الذي يقام سنويا كل يوم 14 يناير، لتسليط الضوء على إحدى جهات المملكة، وهو ما يعزز ويقوي أهمية هذه المهنة في بناء المجتمع المغربي الحديث.