وأوضح التوفيق في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، تحت عنوان: «المذهب المالكي في ظل تطور المجتمع المغربي»، أن الحاجة إلى مذهب الإمام مالك تتجلى في عدد من الاعتبارات، لاسيما، في باب التعريف بمنهج الإمام وأثره في حياة الناس، لما لذلك من مقاصد في صون الناس من الجهل ودرء الغلو.
وأشار الوزير إلى أن الإمام مالك يقترح اختيارات في فقه المعاملات، حيث سعى تلاميذه عبر العصور لخدمة مذهبه على مستوى المعاملات، مسجلا أن الإمام مالك أسس لبناء ركن عظيم لتعليم الحكمة من خلال الفقه المالكي بقواعده ونوازله واجتهاداته.
كما تطرق إلى تركيز الإمام مالك على الحاجة الملحة إلى الوعي بضرورة تبسيط علوم الدين للعموم، موضحا أن هذا الأمر يستشف من خلال اسم كتابه «الموطأ» . وأشار إلى أنه كان سابقا لعصره في إعطاء الأهمية للعمل، وهو نهج استثمره العلماء عبر القرون باعتماد القول بالمصلحة، مشددا في هذا الصدد، على الحاجة الماسة لهذا المفهوم في ضوء المستجدات والتحولات المجتمعية، وهذا ما يعكسه الاعتماد الواسع في العالم لمصطلح «المصلحة العامة».
واستحضر مواقف الإمام مالك الراسخة في التواضع العلمي والقبول بالاختلاف، واعتبار الحرية كشرط للتدين، معتبرا أن هذه المواقف تجعل من الإمام مالك قدوة للعلماء في النزاهة وبذل الجهد وخدمة الدين كما تفسر إقبال الناس عليه.
ونوه التوفيق بعقد هذا الندوة العلمية، داعيا إلى نشر أعمالها وترجمتها إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، قصد إيصالها إلى المسلمين في البلدان الإفريقية التي تعتمد المذهب المالكي.
من جانبه، أبرز الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، سعيد شبار، أن هذه الندوة تقارب المذهب المالكي باعتباره أحد الثوابت الدينية المغربية، انطلاقا من إدراك المجلس لضرورة خدمة هذه الثوابت وإيضاحها، لافتا إلى أن المجلس يواصل جهوده في هذا الصدد من خلال عقد ندوات أخرى تسلط الضوء على هذه الثوابت.
وأبزر شبار أن عقد هذه الندوة العلمية يأتي تفعيلا لأحد مقررات لجنة الدراسات والأبحاث العلمية في الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى.
وتتوزع أعمال هذه الندوة العلمية على عدة محاور من بينها، على الخصوص، «المذهب المالكي والجمع بين الآراء: القواعد المؤطرة لانفتاح المذهب على المذاهب»، و«المذهب المالكي وقضايا الأسرة والمجتمع في العصر الحديث»، و«المذهب المالكي في الحياة الفقهية العملية في المغرب: نظر مستأنف في أوجه المعاملات الجديدة»، و«خصوصيات المذهب المالكي بالمغرب فيما جرى العمل به».




