وأبرزت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن الاجتماع الطارئ لأساتذة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الجمعة 4 أكتوبر، وبعد نقاش شامل وعميق، انتهى بإعلان تنديدهم الشديد بحملة السب والقذف والتشهير، التي تستهدف الأساتذة الأكاديميين في مختلف مواقعهم، حيث اعتبروا أن مثل هذه التصرفات لا تتماشى مع المبادئ الأساسية لأخلاقيات المجتمع المغربي ومبادئ حقوق الإنسان، كما أنها تنتهك الحرية الشخصية وحرية التعبير التي يسعى الجميع إلى حمايتها وتعزيزها.
وأضافت اليومية، في مقالها، أن بيان الأساتذة، الذي تحصلت على نسخة منه، اعتبر أن هذا المسلسل، «أردنا أم لم نرد، وسواء كان مقصودا أم عفويا، سيسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تدمير مؤسسات كليات الطب العمومية»، حيث طالب الأساتذة بإنهاء هذه الأزمة «فورا ونهائيا» من أجل ما سمَّوه «الحفاظ على المرفق العمومي».
وأكد الأساتذة، حسب المقال ذاته، أن تقليص عدد سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، لن يؤثر على جودة التكوين، وأنه تم إدراجه بمختلف الهياكل المنتخبة وتم التداول حوله، كما أن تقليص عدد سنوات التكوين لا يبرر طول مدة المقاطعة وضياع السنة الدراسية، مشددين على أن الشؤون البيداغوجية، سواء تعلق الأمر بمدة وطريقة التكوين أو التقويم أو السهر على الجودة، شأن خاص بالأساتذة الجامعيين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ولا يسمح لأي جهة بالمزايدة عليه، ويدعون الجميع، وزارة وطلبة، إلى احترام اختصاصهم، وموجَّهين الدعوة إلى الطلبة لمراجعة موقفهم، ومحاولة استدراك ما تبقى من مسارهم التكويني، من أجل إنقاذ الطب العمومي.
ويأتي الاجتماع المذكور في إطار متابعة تطورات الوضع الراهن بخصوص ملف إصلاح الدراسات الطبية وما حصل فيه من مستجدات، وتبعا للسب والقذف اللذين طالا الأساتذة من قبل بعض المنابر «غير المسؤولة».
وأشار مقال الصباح إلى أن الوزارة الوصية، وبتنسيق مع وزارة الصحة، استجابت لجل المطالب التي عبر عنها الطلبة، باستثناء ما هو متعلق بالبعد البيداغوجي، الذي هو اختصاص محض لهيأة التدريس، مؤكدة أن الإصلاح يندرج ضمن مشروع مجتمعي بالغ الأهمية، يجب استحضار فيه المصلحة العليا للبلاد، بعيدا عن كل محاولة لتسييس الملف وإخراجه عن سياقه، مسجلة أن المغرب بصدد وضع اللبنات الأساسية لنموذج جامعي عالمي، يرتكز على التمكين والتعلم مدى الحياة، في انسجام تام مع المعايير الدولية.
هذا، ومازال طلبة الطب متشبثون بقرار مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية التي برمجتها وزارة التعليم العالي لتنطلق ابتداء من الجمعة 4 أكتوبر 2024 لإنقاذ السنة الجامعية 2023/2024.
ووفق ما وثقته كاميرا Le360، صباح الجمعة، من أمام ووسط كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، فقد غابت أجواء الامتحانات عن محيط الكلية.
وحسب معلومات استقيناها من عين المكان، فلم يجتز الامتحانات سوى ما يُقارب 6 أو 7 طلبة، إلى جانب بعض زملائهم الأجانب.
أجواء مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء
أما على مستوى مدينة الرباط، فقد بلغت نسبة المقاطعة 97,4 بالمائة، فيما وصلت نسبتها بطنجة إلى 99,5 بالمائة.
ووفق ما أكده مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب، في تصريح لـLe360، فإن «الطلبة لن يجتازوا الامتحانات قبل التوقيع على محضر اتفاق يضمن حقوقهم مع وزارة التعليم العالي».
وأوضح مصدرنا أن الطلبة «متشبثون بقرارهم إلى حين الاستجابة لمطالبهم».
هذه الدورة الاستثنائية التي برمجتها وزارة ميراوي بعد تدخل وسيط المملكة كحل لإنقاذ السنة الجامعية، التي بات مصيرها مجهولا لحدود اليوم، اعتبرتها اللجنة الوطنية لطلبة الطب بمثابة «محاولة لنسف الوساطة»، حيث قالت، في بلاغ لها، إن «البرمجة المتجددة للامتحانات بطريقة أحادية بمثابة محاولة جديدة لنسف الوساطة الحالية مع مؤسسة وسيط المملكة».