وبحسب بلاغ الوكالة، فقد تضمنت هذه الحملة تمشيطا ميدانيا للمناطق التي بلغ عن مشاهدة هذا الحيوان بها وكذا المجاورة لها للبحث عن وجود آثار لهذا الحيوان وجمع معلومات من الساكنة بهذا الخصوص للقيام بتحليلها من طرف المختصين.
وأوضحت الوكالة أن فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات تواصل عمليات التمشيط الميداني، بحيث تظل يقظة ومنتبهة للتدخل والتفاعل مع أي مشاهدة لهذا الحيوان أو إخبار بذلك.
وأبرزت الوكالة أن الجهود ما زالت تبذل للبحث عن مصدره وتحديد كيفية وصوله إلى غابة سلوقية كاب سبارطل، موضحة أنه حاليا يتم العثور على القط الأنمر فقط في حدائق الحيوانات، حيث يعيش في حالة الأسر.
وكشفت الوكالة، أنه وفي إطار تنفيذ استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، ولا سيما الجانب المتعلق بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، تقوم الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتنفيذ مجموعة من البرامج التي تهدف إلى الحفاظ على تلك الأنواع ومواطنها، وإعادة استيطان بعض الأنواع المنقرضة في مناطق انتشارها، و تشمل هذه البرامج خطة عمل مخصصة للحفاظ على القط الأنمر، بما في ذلك إعادة استيطان هذا النوع في مواطنه الطبيعية في المنتزه الوطني لإفران
وكشفت الوكالة بعضا من معطيات حول الحيوان المرصود بطنجة، مبرزة أنه القط الأنمر الذي يُصنف ضمن فصيلة السنوريات، وهو حيوان ثديي لاحم. يتميز هذا الحيوان برشاقة جسمه وطول عنقه وأطرافه، ويغطيه فراء كثيف يتراوح لونه بين الرملي والأصفر الذهبي، مع وجود بقع سوداء تميز كل فرد عن الآخر. يبلغ الوزن المتوسط لجسم القط الأنمر بين 14 و18 كيلوغرامًا للذكور البالغين، وبين 10 و12.5 كيلوغراما للإناث البالغات.
ويعتمد هذا الحيوان بشكل رئيسي على اللحوم في غذائه، حيث يتغذى على الثدييات الصغيرة مثل القوارض والأرانب. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن نظام غذائه الزواحف والحشرات وأحيانا الأسماك، حيث يزن 90٪ من فرائسه أقل من 200 جرام.
ويُصنف هذا النوع في الملحق الثاني من اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض، ويُخضع أي نشاط مرتبط به لترخيص مسبق من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وفقا للقانون رقم 29.05 المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار فيها، حيث يتواجد القط الأنمر فقط في إفريقيا، خاصة بجنوب الصحراء الكبرى، حيث يتواجد على شكل مجموعات صغيرة منعزلة في شمال إفريقيا.
وبخصوص المغرب، قالت الوكالة إن القط الأنمر يعتبر على وشك الانقراض، حيث أنه من المحتمل تواجده في منطقة كلميم وواد درعة حتى آيت وابيلي شرقًا ووادي نون/أساكا على حافة جبال الأطلس الغربي شمالًا؛ أما في الأطلس المتوسط من منطقة إفران إلى أويزاغت، فقد تم توثيق ملاحظتين حديثتين في عامي 2013 و2014..
ويعتبر الأثر الذي يتركه القط الأنمر على السكان المحليين وبيئته عموما محدودا بشكل عام. نظرا لحجمه الصغير نسبيا ونظامه الغذائي الذي يعتمد بشكل رئيسي على صيد فرائس صغيرة مثل القوارض. لا يشكل القط الأنمر خطرا مباشرا على البشر. بل على العكس، قد يكون حتى مفيدا بمساهمته في تنظيم مجتمعات القوارض التي قد تصبح ضارة بالزراعة أو الصحة العامة في حالة الإفراط في تكاثرها