غير أنّ الإقبال الكبير الذي يعرفه شاطئ المركز منذ بداية شهر ماي من كل سنة، يجعله أحد أكبر الشواطئ داخل الجهة تعرّضاً للتلوّث، أوّلاً بسبب قربه من الميناء وثانياً بحكم سلوك بعض الناس وانخفاض معدّل الوعي تجاه ثقافة البحر. ورغم الدور الذي تلعبه الجمعيات الحقوقية والبيئية في الدفاع عن شواطئ المحمدية من خلال التحسيس بخطورة النفايات البحرية عن طريق ندوات ولقاءات وحملات بيئية تحسيسية حول أثر هذه النفايات على جسد المواطن، إلاّ أنّ الاكتظاظ الذي يعرفه الشاطئ خلال فصل الصيف، يفاقم من صعوبة اشتغال هذه الجمعيات البيئية لكونها تجد نفسها أمام بعض المصطافين الذين لا يحترمون فضاء البحر ويسهرون على حمايته من خلال عدم رمي الأزبال في الرمال وعلى شاطئ البحر.
يقول سحيم محمد الساحيمي، رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية بمدينة المحمدية، إنّ الزائر لهذا الشاطئ، يجد نفسه أمام نفايات كثيرة تتعلّق برمي بعض من مواد الاستهلاك وبقايا الطعام. وهي في مجملها سلوكات تسيء إلى المدينة وصورتها. كما أنّ انعدام بعض القوانين الزجرية لفائدة المصطافين الذين يتمادون في رمي الأزبال سواء على مستوى الشاطئ أو على رصيف الكورنيش، مساهمين بذلك في ارتفاع النفايات على الشاطئ، يجعل هذه الفئة تواصل بشكل يومي تقديم صورة سيئة عن المدينة وجمالياتها.
ومن جهة أخرى، فإنّ الجمعيات البيئية باتت تلعب دوراً كبيراً على مستوى التحسيس بخطورة هذه النفايات التي لا يساهم فيها المواطن فقط، بل حتى الجهات المسؤولة التي سبقت أنْ قامت بعملية إعداد وتهيئة الكورنيش، حيث ان عملية التهيئة أثّرت على جودة رمال الشاطئ الذي عرفت بعض الأجزاء من رماله نوعاً من المزج بين الرمل والمادة التي بها تم بناء سور الكورنيش.
وعلى هذا الأساس، تحرص هذه الجمعيات على إرسال إشارات ضوئية تُنبّه بمثل هذه السلوكات التي يكون ضحيتها المواطن نفسه الذي يجد نفسه مع بداية كلّ فصل صيف، أمام مَشاهد من الأزبال والنفايات المنتشرة على طول رمال شاطئ المركز.








