وبمناسبة هذا المصاب الجلل، بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفقيد، أعرب فيها عن « بالغ التأثر والأسى » لنبأ وفاة الراحل، مترحما عليه بكلمات مؤثرة، ومشيدا بمسيرته الرياضية المتميزة ومكانته البارزة في سجل الكرة الوطنية.
وقال الملك في برقيته: «برحيل أحد النجوم الكبار لكرة القدم المغربية، ومتصدر قائمة هدافيها الدوليين، فقدت بلادنا قامة رياضية ساهمت بموهبتها الفذة في تألق الكرة الوطنية قاريا ودوليا، خاصة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي».
وأضاف الملك: «كان أول لاعب مغربي يتوج بالكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975، وساهم في تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976».
واستحضر الملك، في رسالته إلى عائلة الفقيد، ما كان يتحلى به من «أخلاق إنسانية رفيعة، وغيرة صادقة على القميص الوطني»، جعلت منه قدوة لأجيال متعاقبة، داعيًا الله أن يسكنه فسيح جنانه، ويجزيه عن وطنه خير الجزاء.
وقد عمّ الحزن الأوساط الرياضية والشعبية عقب الإعلان عن وفاة أحمد فرس، الذي يعتبر أحد أبرز رموز كرة القدم المغربية، وقائد المنتخب الوطني خلال سنوات التألق، وهدافه التاريخي برصيد مميز من الأهداف الدولية.
ولد أحمد فرس يوم 7 دجنبر 1946 بمدينة المحمدية، وظل وفيا لفريقه شباب المحمدية طيلة مسيرته الكروية (1965-1982)، رغم العروض المغرية التي تلقاها من أندية كبرى خارج الوطن. حمل شارة عمادة « أسود الأطلس »، ولعب كمهاجم بارع بقدمه اليسرى، وترك بصمته في القارة السمراء بمشاركته في نسخ كأس إفريقيا للأمم سنوات 1972 و1976 و1978.
وقد توّج رفقة فريقه بلقب البطولة الوطنية سنة 1980، وفاز بكأس العرش سنتي 1972 و1975، كما حصد لقب هداف البطولة مرتين سنتي 1969 و1973.
ونال الراحل تكريمات واحتفاءات عديدة خلال وبعد مسيرته، اعترافا بعطاءاته الكبيرة ومكانته في قلوب الجماهير المغربية، التي لم تنس أبدا مساهمته في رسم واحدة من أجمل صفحات المجد في تاريخ الكرة الوطنية.
برحيل «مول الكرة»، تطوى صفحة أحد كبار الرياضة المغربية، وتفقد الملاعب صوتا من أصوات الزمن الجميل، لكن ذكراه ستظل حاضرة في وجدان كل من عشق الكرة واعتز براية الوطن.




