ففي الوقت الذي تباع فيه عشرات من قنينات مياه عدد من العيون والينابيع الشهيرة بأزقة وشوارع وأحياء طنجة، يتوجه البعض نحو هذه العيون لسقي المياه الطبيعية خصوصا يومي السبت والأحد حيث يتوافد العشرات إلى عين مديونة وعين خندكور وعين لالة ينو (عين بركة).
ومع توالي قلة التساقطات المطرية خلال السنوات الاخيرة، توقف نبض الحياة ببعض هذه العيون التي تشتهر بها مدينة طنجة كما النواحي، وحولتها شهور متوالية من الجفاف إلى مجرد حفر ساكنة وهادئة تنتظر غيث السماء كي يعود لها تدفق الماء من جديد.
وتعتبر كل من عين لالة ينو المتواجدة بمنطقة الجبل الكبير بطنجة، وعين مديونة بغابة مديونة المطلة على اشقار، الى جانب عين خندكور بغابات مسنانة الرهراه أهم وأجمل العيون التي يتوافد عليها سكان طنجة، خصوصا خلال شهر رمضان، وما تزال هذه العيون تعرف تدفقا للمياه العذبة بعد عقود من اكتشافها.
ويقول عدد من المواطنين بطنجة الذين يقصدون بعضا من هذه الينابيع المائية والعيون إن مياهها ذات فائدة كبيرة لبعض الناس الذين يعانون بعض الامراض، لكون مياه هذه العيون تحتوي على نسبة كبيرة من معادن الكبريت والبوتاسيوم.
وتصبح مياه هذه العيون، خصوصا خلال شهر رمضان، مادة حيوية رئيسية لا تخلو منها موائد الإفطار داخل بيوت الأسر بمدينة طنجة، حيث يقصدها الصائمون خلال هذا الشهر بكثرة، إذ تحولت مياه هذه العيون بطنجة، إلى مهن موسمية تنتشر بكثرة في المدينة، حيث يقدم البعض على بيع مياهها للمارة والسكان مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 3 و10 دراهم حسب حجم القنينات.
وفي سياق متصل، جفت عيون (طابا، النخلة، الرميلات، الذهب..) من المياه حيث تأثرت بقلة التساقطات المطرية التي انخفضت معدلاتها بعاصمة البوغاز كما باقي مدن الشمال، مما حبس المياه عن التدفق وسط هذه العيون الشهيرة بالمنطقة منذ شهور.