وأوردت يومية « الصباح » في عددها الصادر ليوم الجمعة 24 مارس 2023، أن الجاني، الذي يشتغل صباغا ويبلغ من العمر 37 سنة، فاجأ زوجته بذبح الابن البالغ من العمر 18 شهرا، لتبلغ الزوجة مصالح الشرطة التابعة للمنطقة الأمنية المهدية بالموضوع، والتي هرعت إلى مسرح الجريمة، لتجد الطفل وسط بركة من الدماء، فتم نقله إلى المركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالمدينة، لكنه توفي قبل وصوله إليه.
وأشارت اليومية في مقالها إلى أن فرقة التدخل الميداني اكتشفت فرار القاتل إلى غابة « الطيشة » بطريق الرباط، وبعد تدخل وحدات أمنية مختلفة من الشرطة القضائية والدائرة الأمنية السادسة استسلم الموقوف، الذي كان يتلفظ بعبارات غير مفهومة، ونقل إلى مقر الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بالمنطقة ذاتها.
وحسب اليومية ذاتها، فقد أمرت النيابة العامة بوضع الجاني رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه، وأظهرت تصريحاته تناقضات صارخة، ما يحيل على معاناته مرضا نفسيا، كما أمر نائب الوكيل العام للملك المداوم باستدعاء زوجته، ط قصد الاستماع إليها في محاضر رسمية حول ظروف وملابسات الواقعة.
وفقا للمعلومات المتسربة من الأبحاث الجارية في النازلة، كان الموقوف يعاني اضطرابات نفسية بين الفينة والأخرى وعلى خلافات دائمة مع زوجته، تعكف مصالح الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن المهدية على تحديد حيثياتها لاستنتاج الأسباب الحقيقة وراء الجريمة الشنعاء.
وذكر مصدر آخر، أن الموقوف استغل صعود زوجته إلى سطح المنزل لنشر الغسيل ليذبح الابن داخل المطبخ باستعمال سكين، وترك أداة الجريمة داخل المطبخ، وأغلق الباب قبل فراره. وبعد أن كشفت الزوجة ابنها مضرجا في دمائه، خرجت إلى الشارع طالبة النجدة.
وأمرت النيابة العامة، صباح اليوم الخميس، بتعميق البحث مع الموقوف، والذي ظل يتناقض في تصريحاته طيلة 12 ساعة، وأكد أنه لم يكن على وعي تام بما ارتكبه.
واستبعدت مصادر « الصباح » أن يكون سبب الفعل الجرمي أخلاقيا يرتبط بشك الهالك في نسب ابنه، مضيفة أنه لا توجد أي معطيات أو تصريحات من هذا القبيل، وأن المصالح الأمنية تسارع الزمن للحصول على ملف طبي متعلق بالجاني، واستهلاكه أدوية خاصة بالطب النفسي.