وجرى اكتشاف أطنان من مخلفات البناء المعروفة باسم « الردمة » بمحيط الشاطئ والتي تم التخلص منها بشكل مثير ليلة العيد وليلة يوم ثاني عيد بعدما استغل مجهولون هذه الفترة لرميها بشكل متعمد بعد نقلها بواسطة شاحنات في اتجاه الشاطئ الذي يعد من أجمل شواطئ إقليم الفحص أنجرة.
وتبعا لمعطيات خاصة فقد عملت السلطات المحلية بالإقليم على فتح تحقيق عاجل الى جانب مصالح الدرك الملكي لمعرفة تفاصيل وأسباب التخلي عن هذه الردمة بالشاطئ والتي تشكل خطرا على المصطافين الذين يفدون لقضاء أوقات استجمام ممتعة من كل الضواحي.
وعبر عدد من سكان الدالية في اتصالات مع Le360 عن غضبهم الشديد جراء هذه الجريمة البيئية التي حلت بالشاطئ، داعين سلطات الإقليم والمسؤولين إلى فتح تحقيق عاجل وإيقاف الجناة وصاحب « الردمة » الذي تسبب في الكارثة.
وقال أحد الفاعلين في مجال البيئة بالمنطقة في اتصال هاتفي مع Le360: « من الناحية البيئية يمكن اعتبار وضع الردمة بطريقة عشوائية فوق رمال شاطئ الدالية المصنف من أجمل الشواطئ على انها جريمة بيئية تستحق المتابعة، وخاصة ان المنطقة برمتها توجد ضمن محمية جبل موسى التي تشكل الجزء الجنوبي من محمية المحيط الحيوي العابرة للقارات.
وأضاف المتحدث ذاته: « الجهة التي قامت بهذا الفعل المرفوض، تصرفت انطلاقًا من رأي أحادي ومنطق تجاري محض في غياب تام لأي دراسة حول المشروع وآثاره الجانبية على محيطه، نعم للاستثمار لكن بعيدًا عن العشوائية وبضمانات تحترم المعايير البيئية ».
le360
وأكد الفاعل الجمعوي أن الشاطئ عبارة عن نظام بيئي متكامل، وإحداث أي تغيير يؤدي إلى تغيرات مباشرة، مبرزا أن التدخل البشري بمحيط الشاطئ تسبب في تقلص الغطاء الغابوي المحيط بالشاطئ وبنفس الطريقة وضع الردمة بشكل عشوائي سيؤدي الى نتائج كارثية في المكان على المدى المتوسط والبعيد ».
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة طنجة المتوسط بدلت جهودا كبيرة، وعيا منها بأهمية المحافظة على البيئة، عبر تهيئة شاطئ الدالية منذ سنة 2015 ضمن برنامج " شواطئ نظيفة »، الذي أطلقته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، حيث جرى توفير فضاء بيئي للاصطياف وحث مرتاديه على المحافظة على نظافته.
وفي السياق ذاته تمكن شاطئ الدالية وبفضل مجهودات المؤسسة والجمعية المسيرة لكل الفضاءات، من الحفاظ على شارة اللواء الأزرق منذ سنة 2016، مما ساهم في التنشيط السياحي والاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.