ويأتي هذا المشروع في سياق التفاعل مع انتقادات شعبية وملاحظات تقنية رافقت النسخة الأولى من أشغال التهيئة، حيث أفضى تقييم رسمي إلى اتخاذ سلسلة قرارات تصحيحية، من أبرزها إعفاء المهندس المشرف السابق بسبب «غياب الانسجام بين التصميم المنجز والطابع التاريخي للموقع»، وفق مصادر محلية.
وجه جديد لمعلمة تاريخية
شهدت الساحة الواقعة في قلب طنجة تغييرات جمالية ومجالية بارزة، حظيت بإشادة واسعة من السكان والزوار المغاربة والأجانب. فقد تم تزويد الفضاء بـمدافع تاريخية، كراسٍ جديدة، مساحات خضراء، وأشجار وزهور، إضافة إلى لوحة رخامية تتضمن نبذة عن القيمة التاريخية لسور المعكازين، ما يعزز من البعد التثقيفي والمعرفي لهذا الموقع التراثي.
وهمّت الإصلاحات أيضاً ترصيف الممرات وتجويد البنية التحتية، مع الإبقاء على الأشغال جارية في الجزء السفلي من الموقع، المطل على ميناء طنجة المدينة، في انتظار الكشف لاحقاً عن محطة جديدة من السور التاريخي.
مشروع يعيد الاعتبار للذاكرة الطنجاوية
وكان الوالي يونس التازي قد ترأس، في وقت سابق، لجنة تقنية ضمت مهندسين ومختصين لتقييم الأشغال، حيث حرص على تتبع الورش ميدانياً، وأعطى تعليمات صارمة لتصحيح ما سُجل من اختلالات سابقة، وأمر بفتح المعلمة التاريخية أمام العموم بعد التأكد من مطابقة الأشغال للمعايير المطلوبة.
ويُعد «سور المعكازين»، أو ساحة الفارو، من أهم المعالم المرتبطة بالذاكرة التاريخية لمدينة طنجة، ويشكل نقطة جذب سياحي وثقافي بامتياز، سواء بالنسبة للساكنة المحلية أو الزوار من مختلف بقاع العالم.
ويعكس المشروع، في صيغته الجديدة، رؤية متجددة لتدبير الفضاءات التاريخية، تقوم على التوازن بين الحفاظ على الطابع الأثري، وتحديث البنية لاستقبال الجمهور وتقديم تجربة سياحية وثقافية متكاملة.


