ومنذ أن أعلنت جماعة طنجة، في شهر يونيو 2023، عن برنامج لتأهيل بحيرة الرهراه، الواقعة بالقرب من حي مسنانة غرب المدينة، وهو المشروع الذي رصدت له قيمة مالية فاقت 9,4 ملايين درهم، كان هدفها حماية وتثمين إرث بيئي غني واستثنائي يتواجد بالمنطقة، غير أن المشروع أضحى، اليوم، مشروعا بلا هوية.
وبعد بدء الأشغال بأشهر قليلة، توقفت عقب ظهور عيوب وتشققات لم تجد، إلى اليوم، طريقها للإصلاح، ولم تستكمل باقي مراحل عملية التأهيل التي كان ينتظرها الجميع، خصوصا ساكنة المنطقة بهدف حماية رأس المال البيئي للمدينة، وإعادة الاعتبار لبحيرة معروفة منذ عقود بالمنطقة وكانت أيضا ملاذ العديد من الطيور المهاجرة.
ومنذ أن انهار جزء كبير من أرضية وسياج البحيرة، ظهرت بعدها تشققات كبرى، توقفت الأشغال بمشروع تهيئة البحيرة المتواجدة على مساحة 4,5 هكتارات بما يشمل البحيرة.
وكان دفتر التحملات المعتمد يشير في السابق إلى أن مدة إنجاز المشروع لن تتعدى 6 أشهر، وهو الأمر الذي لم تلتزم به الشركة الفائزة بالصفقة لأسباب عديدة، غير أن جماعة طنجة، وفقا لمصادر خاصة، لم تدفع الشركة إلى العمل على بدء أشغال جديدة لأسباب مجهولة، تقول مصادرنا، وهو ما أدى في الأخير إلى توقف جميع الأشغال الخاصة بتأهيل البحيرة وجنباتها بعدما تم إنجاز بعض الفضاءات التي تشمل ألعابب للأطفال وممرات غالبيتها طالتها التشققات.
وكانت جماعة طنجة قد رمت، قبل أشهر، بمسؤولية فضيحة تشققات منتزه بحيرة الرهراه على الشركة المسؤولة الفائزة بصفقة إنجاز المشروع، حيث أوضحت الجماعة، في بلاغ لها، أن مشروع متنزه بحيرة الرهراه لا يزال في طور الإنجاز، ولم يتم، إلى حدود اليوم، تسليمه للجماعة، سواء التسليم المؤقت، الذي يكون مبدئيا بهدف التحقق من مطابقة الأشغال لبنود دفتر التحملات، أو التسليم النهائي، الذي يكون بعد سنة من التسليم المؤقت.
وحسب بلاغ سابق للجماعة، فقد أوفدت الأخيرة لجنة تقنية، مكونة من خبراء، إلى عين المكان، فور تداول المعطيات والصور المنشورة، وكلفت مختبرا متخصصا بالقيام بالدراسات والمعاينات اللازمتين، وستعمل على موافاة الرأي العام بالنتائج بكل شفافية فور ظهورها.
