أعلنت مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وإدارة مستشفى ابن رشد، أول أمس الخميس، أن فريقا طبيا متعدد التخصصات لمستشفى ابن رشد، مكون من أطباء أمراض الكلي، أطباء جراحة المسالك البولية وأطباء الإنعاش والتخدير بمستشفى ابن رشد، قد تمكن يوم الاثنين 9 أكتوبر2023 من إحراء عملية ناجحة لزرع كِلية لفائدة طفل يبلغ من العمر 16 سنة من مدينة طنجة، والمتبرعة هي جدة الطفل التي تبلغ من العمر 63 سنة.
وروت سهام، أم الطفل (ع) المستفيد من عملية زرع الكلية، قصة اكتشافها لمرض ابنها بالقصور الكلوي، والصدمة التي خلفها ذلك على الطفل والعائلة أيضا.
وحكت في مقابلة مع Le360 عن الصعوبات التي كانت تواجه الطفل بسبب اضطراره إلى الخضوع لحصص تصفية الدم مرتين كل أسبوع وما يترتب عن ذلك من معاناة إضافة إلى تعثر دراسته، قبل أن تهتدي الأم إلى سلك البحث عن حل نهائي للمعضلة من خلال زرع الكلية لفلذة كبدها.
إقرأ أيضا : تقرير. مليون مغربي مصاب بالقصور الكلوي
وقالت الأم إنها أجرت التحاليل اللازمة، مع ما يتطلب ذلك من مصاريف مادية لا تنتهي، فتبين أن الجدة للأم، التي تبلغ من العمر 63 عاما، هي التي تتطابق فصيلة دمها مع فصيلة حفيدها.
وعبرت هذه الأم عن سعادتها بنجاح العملية، التي بفضلها سيتمكن ابنها من استعادة حياته الطبيعية ليعيش مثل بقية أقرانه.
طاقم طبي كفء ونشيط
كشفت الطبيبة غزلان المدكوري، الأستاذة بمركز تصفية الدم وزرع الكلي في مستشفى ابن رشد، عن تفاصيل العملية التي أشرفت عليها منذ البداية، مؤكدة أن كلا من الجدة المتبرعة وحفيدها المستفيد يتمتعان حاليا بصحة جيدة، وذلك بفضل كفاءة الطاقم الطبي الذي ساهم في هذا الإنجاز.
وقالت الطبيبة في تصريح لـLe360، إن الطاقم الطبي بقسم زرع الكلي بالمستشفى الجامعية ابن رشد، المعروف بالجناح 31، اعتاد بفضل خبرته في المجال على إنجاز مثل هذه العمليات بوثيرة مرة في كل أسبوعين، منذ تسعيينيات القرن الماضي، معربة عن أملها في تسريع الوتيرة من أجل تلبية طلبات المرضى الذين يوجدون في لائحة الانتظار.
إقرأ أيضا : حوار: كل ما تريد معرفته حول التبرع بالأعضاء في المغرب
وشددت على الفعالية السريرية لعمليات زرع الكلي في مقابل حصص غسيل الكلي، ناهيك عن الفارق الكبير في الكلفة الاقتصادية لحصص « الدياليز » التي تثقل كاهل المرضى وأسرهم.
« على مدى عشر سنوات، تسعة من كل عشرة مستفيدين من زرع الكلى يظلون على قيد الحياة، في حين أن نصف مرضى غسيل الكلى يموتون. وفيما يتعلق بنوعية الحياة والبقاء على قيد الحياة، تظل عملية زرع الأعضاء هي العلاج الأمثل للفشل الكلوي »، تقول الطبيبة غزلان المدكوري، معربة عن سعادتها لنجاح هذا العملية الجراحية، داعية المواطنين إلى الانخراط في عملية التبرع بالأعضاء التي تشكل عملا إنسانيا يجسد قيم النبل والتضامن ويساهم في إنقاذ الأرواح، كما يمكن من تحسين جودة حياة المرضى.
نقص في أدوية الوقاية
لم تخف الأم سهام مخاوفها من مشكلة أخرى تعكر صفو الفرحة التي عمت أرجاء الأسرة، وهي قلة وغلاء الأدوية الضرورية للحفاظ على صحة الفتى اليافع. تقول بنبرة حزينة: « البحث عن هذه بعض الأدوية يشكل حاليًا قلقًا رئيسيًا، حيث يلعب توفرها دورا حاسمًا في التحكم في انخفاض المناعة الذي يحدث في هذه المرحلة الحساسة من العملية الطبية ».
ولم تنكر الدكتورة غزلان المدكوري وجود هذا المشكل، إلا أنها بددت مخاوف هذه الأم عندما تحدثت بنظرة متفائلة ومطمئنة: « هناك نقص نعم، ولكن لا توجد صعوبة في العثور على الأدوية، ونأمل من وزارة الصحة أن تعمل على إيجاد حل عما قريب ».