وأبرزت يومية « الأخبار » في عددها الصادر يوم الأربعاء 24 يوليوز 2024، أن مقاطعة الدورة الاستدراكية سبقتها مشاركة واسعة في مقاطعة امتحانات الدورة العادية، التي أجريت ابتداء من يوم الأربعاء 26 يونيو الماضي، والتي وصلت، بحسب الطلبة إلى أكثر من 94 في المائة، مشيرة إلى أن عضو من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أكد أن جميع المجالس ومكاتب الطلبة منخرطون في المقاطعة، حيث سيتأكد سيناريو الامتحانات السابقة التي لم تتعد فيها نسبة المشاركة 5 بالمائة وفق تعبيره.
وأضاف أن الإشكال الحقيقي يتمثل في عملية التكوين والتحصيل التي ضاع الطلبة في 7 أشهر منها، محمِّلا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إلى وزارة التعليم العالي، التي بقيت مصرة على إغلاق باب الحوار لأكثر من 5 أشهر، قبل أن تحدد الامتحانات، وتتمسك بتاريخ إجرائها من دون أي مراعاة لمطالب الطلبة.
وأردفت اليومية في مقالها أن الطلبة دخلوا في الآونة الأخيرة، في احتجاجات استمرت لأسبوع، وانتهت بإنزال وطني جرى منعه في العاصمة الرباط، فيما أعلنت فرق البرلمان من الأغلبية والمعارضة في مجلس النواب عن وساطة لإنهاء هذه الأزمة، معتبرة أن الأمر يبدو في طريقه للفشل، أمام تباين كبير في معالجة الملف بين الحكومة والطلبة، بينما وجهت انتقادات لأداء وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في معالجة الملف، واتهمته بعض أحزاب المعارضة ومنها حزب العدالة والتنمية، بإفشال مساعي الوساطة.
إقرأ أيضا : مصير «مجهول» يُحاصِر طلبة الطب والصيدلية بعد الامتحانات الاستداركية
في المقابل، دافع وزير التعليم العالي عن نفسه، بعدما عاد حسب مقال الأخبار، ليرمي بالمسؤولية عن الاحتقان إلى جهة الطلبة، وتحدث عن عرض حكومي لتجويد التكوين، وإلغاء العقوبات التأديبية المتخذة في حق مجموعة من الطلبة، وإلغاء نقطة الصفر في الدورة الأولى التي تمت مقاطعتها بدورها.
وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب ومعها أولياء وآباء طلبة الطب والصيدلة، توجيه رسالة استعطاف إلى الملك محمد السادس من أجل إنقاذ مستقبل 25 ألف طالب بسبب سوء تنزيل قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث جاء في هذه الرسالة، أن مستقبل طلبة الطب والصيدلة صار في خطر كبير بسبب قرار وزارة الصحة والتعليم العالي، موضحين في ملتمس الاستعطاف أن «البرنامج المخصص لتخريج طبيب كفء قادر على أداء مهامه على الوجه الأنسب، لم تتم ملاءمته مع مقترح اختزال مدة التكوين في ست سنوات».
وقالت الرسالة إن الوزارتين الوصيتين اعتمدتا نظام نقص عدد السنوات دون تكييف التداريب السريرية والوحدات البيداغوجية مع التصور الجديد، مما سيسبب تخرج أفواج غير متمكنة علميا من جميع متطلبات الأداء المهني، وهذا قد يؤدي إلى إضرار بصحة المواطنين وحياتهم.
في المقابل، اعتبر عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أنه جرى عقد 14 اجتماعا مع ممثلي طلبة الكليات المعنية على الصعيد الوطني، بمشاركة ممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وعمداء كليات الطب والصيدلة، من أجل إخبار الطلبة بوضعية تقدم ورش إصلاح الدراسات الطبية والصيدلانية وطب الأسنان، والاطلاع على الطلبات المعبر عنها من طرفهم، وتقديم التوضيحات الضرورية، موضحا أن هذه اللقاءات كانت تبتغي أيضا، تسجيل وجهات نظر الأطراف المتحاورة، واقتراح مجموعة من الحلول الواقعية، من أجل الاستجابة لمطالب الطلبة، وتمكينهم من مهلة للتشاور، والإبقاء على الحوار مفتوحا مع إشراك مكثف للعمداء.
يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورتان العادية والاستدراكية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
وبِلُغة الأرقام، تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360
أول أيام الدورة الاستدراكية.. نسبة المقاطعة والأجواء