وحسب ما عاينه مراسل le360 من عين المكان، فإن الحريق الكبير استنفر جميع أطقم مصالح الوقاية المدنية وكذا مصالح المياه والغابات وأعوان السلطة وعمال الإنعاش التابعين لإقليم الفحص أنجرة وعمالة طنجة أصيلة، بعدما امتد لمساحات واسعة من الأراضي الغابوية التابعة لمنطقة الهرارش المتواجدة بتراب جماعة مغوغة.
وحسب مصادر خاصة وشهود عيان، فقد اندلع الحريق حوالي الساعة الثانية بعد زوال اليوم الجمعة في غابة الهرارش، وانتشرت ألسنة اللهب بسرعة بسبب رياح « الشرقي » التي تهب على المنطقة، ما أحدث استنفارا كبيرا لدى السلطات المحلية لطنجة وإقليم الفحص أنجرة، حيث أن هبوب الرياح القوية على المنطقة رفع من خطورة الحريق بعد أن امتدت ألسنة اللهب لتخلف أضرارا أخرى بغابة مجاورة.
ووفقا للمعاينة الأولية، فإن فرق مكافحة النيران التابعة للمياه والغابات والوقاية المدنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة، وبإشراف مباشر من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، تعبأت في ظرف وجيز واشتغلت بصفة متواصلة لأجل السيطرة على جزء من النيران بسرعة.
وحالت الظروف المناخية غير المواتية التي يغذيها هبوب رياح وارتفاع درجات الحرارة دون تسجيل تقدم ملموس في عملية الإخماد بالرغم من أن مصالح ولاية طنجة والقوات المساعدة والوقاية المدنية قد عملت على تعبئة شاحنات صهريجية والعشرات من العناصر التي تعمل جنبا إلى جنب مع باقي المتدخلين لإحتواء الحريق.
وكشفت مصادرنا أن مصالح الدرك الملكي التابعة لسرية الفحص أنجرة، فتحت تحقيقا عاجلا لمعرفة ملابسات إندلاع الحريق الغابوي المهول الذي يعتقد أنه بفعل فاعل، إذ تتواجد حفول بالمنطقة وبين الفينة والأخرى يقوم بعض الفلاحون بإشعال النيران بالأعشاب بغية الزراعة، وهو ما قد تكشف عنه تحقيقات الدرك.
تجدر الإشارة إلى أن حريق اليوم هو الثالث من نوعه الذي تشهده غابات تابعة لإقليم الفحص أنجرة، وذلك منذ يوم عيد الأضحى الماضي، بعد إشتعال النيران بكل من غابة تغرامت قرب ميناء طنجة المتوسط، قبل أيام، إلى جانب حريق آخر بمنطقة ملوسة حصد أزيد من 45 هكتارا من الأراضي الغابوية بالمنطقة.