بداية القصة
قبل8 سنوات من اليوم، وتحديدا سنة 2017، بدأت قصة الحساب الوهمي «حمزة مون بيبي» عبر تطبيق «سناب شات» ثم على إنستغرام، وكانت دائرة متتبعيه ضيقة، قبل أن تتوسع شيئا فشيئا، ويكتسب شهرة واسعة وسط الباحثين عن «البوز»والفضائح.
إقرأ أيضا : بالصور والفيديو: قصة حساب حمزة مون بيبي.. من الميلاد إلى السقوط
سنة بعد أخرى، كان الحساب المثير للجدل يكتسب شهرة أكثر وتتوسع دائرة متتبعيه، حتى أصبح في فترة زمنية قصيرة، ملاذا للباحثين عن فضائح المشاهير والنجوم المغاربة، إضافة إلى خبايا وأسرار حياتهم الشخصية والمهنية. ومما ساهم في شهرته السريعة، وصوله إلى معلومات شخصية عن ضحاياه، كصور جوازات السفر، وصور شخصية وحميمية، وتسجيلات صوتية وغيرها من المعلومات التي يصعب توفرها لدى أي شخص، وأكد هذا الأمر فرضية أن من وراء الحساب مجموعة من الأشخاص وليس شخص واحد، إضافة إلى ترديد اسمه على لسان بعض الفنانين المغاربة ومشاهير السوشل ميديا عبر صفحاتهم الرسمية أو خلال اللقاءات الصحفية.
تفجر القضية
تفجرت قضية « حمزة مون بيبي » أواخر سنة 2019، عندما وضعت سهام بادة الشهيرة على مواقع التواصل الإجتماعي باسم سلطانة، شكاية لدى المصالح الأمنية، بعد بث صور وفيديوهات لها بغرض تشويه سمعتها، واتهامها بالدعارة والتوسط للخليجيين القادمين إلى مراكش لهذا الغرض.
وكانت «سلطانة» من بين أكثر المتضررين من الحساب، إذ كانت تتعرض لمضايقات عدة، فكلما ذهبت إلى مكان عام يبادر الحساب بنشر صورها من المكان نفسه، وكأنه يتعقبها ويراقب تحركاتها. وكانت هذه الأخيرة تتهم المصممة المغربية (ع ع) والتي حكم عليها في الملف نفسه بالوقوف وراء الحساب.
وما إن تفجرت القضية، حتى بدأت شكايات الضحايا تتقاطر على المصالح الأمنية، فمباشرة بعد شكاية سلطانة تقدم رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب بشكاية ثانية باسم الضحايا، ثم الفنانة سعيدة شرف، وعدد من الفنانين ومشاهير السوشل ميديا.
كيف تورطت دنيا بطمة
إقرأ أيضا : بالفيديو: بطمة تنهار بالدموع وتكشف حقائق وخبايا ملف «حمزة مون بيبي»
أصابع الاتهام كانت دائما تشير إلى أن الفنانة المغربية دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام كانتا تقفان وراء تسيير الحساب، لأنه كان يهاجم كل من له خلاف معهما، لكنه لم ينشر أي شيء ضدهما، و ما زاد الشكوك بعدما هاجم مسيرو الحساب الفنانة سعيدة شرف مباشرة بعد خلافها مع بطمة، إلا أنهما كانتا وفي مناسبات عدة تنفيان علاقتهما بالحساب، وفي الوقت نفسه تعبران عن إعجابهما بما ينشره.
وما ورط الشقيقتين أكثر، ورود اسميهما في تصريحات باقي المتورطين والمشتكين في الملف، كالمصممة (ع ع) المرحلة من الإمارات، والتي أقرت بأن ابتسام بطمة كانت تتوفر على القن السري لحساب « حمزة مون بيبي »، والفنانة المشتكية (س ش) التي أكدت خلال الاستماع لها من قبل الشرطة القضائية بأن دنيا وشقيقتها هما من تقفان وراء الحساب.
2020 سنة العقاب
في فبراير 2020، قضت المحكمة الإبتدائية بمراكش، بالحبس سنتين نافذتين، وغرامة قدرها 10 آلاف درهم، في حق كل من (س.ج)، المعروفة بلقب سكينة كَلامور، و(م.ض)، مراسل إحدى الجرائد الالكترونية، و(ع. س)، مالك وكالة لكراء السيارات.
وفي 4 من يناير 2020، قضت محكمة الإستئناف بمراكش، بتأييد الحكم الإبتدائي الصادر في حق المتورطين الثلاثة، وذلك من أجل متابعتهم بجنح تتعلق بالمشاركة في الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والمشاركة عمدا في عرقلة سير هذا النظام وإحداث اضطراب فيه وتغيير طريقة معالجته، وتوزيع عن طريق الأنظمة المعلوماتية أقوال أشخاص وصورهم دون موافقتهم، وكذا بث وقائع كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص قصد التشهير بهم والمشاركة والابتزاز.
وفي 30 يونيو من نفس السنة 2020، قضت ابتدائية مراكش بالسجن 8 أشهر حبسا نافذا في حق المغنية وخريجة « أراب أيدول » دنيا بطمة، فيما قضت في حق شقيقتها ابتسام بطمة بسنة واحدة سجنا نافذا، وسنة ونصف سجنا نافذا في حق مصممة الأزياء عائشة عياش، و10 أشهر سجنا في حق إحدى المتابعات والتي تدعى صوفيا.
وفي الـ27 يناير 2021، قررت محكمة الاستئناف بمراكش رفع عقوبة دنيا بطمة ب 4 أشهر لتصبح سنة، فيما تقرر تأييد عقوبة شقيقتها والمصممة عائشة عياش.
لماذا لم تدخل دنيا بطمة للسجن؟
في وقت قضى فيه كل المحكومين في الملف عقوباتهم السجنية، ترددت عدة أسئلة حول سبب عدم تنفيذ العقوبة في حق دنيا بطمة.
بما أنها كانت متابعة في حالة سراح، فلم يكن ممكنا اعتقال دنيا بطمة إلا بعد انتهاء جميع مراحل التقاضي، من المحكمة الابتدائية إلى النقض، خلافا للمتابعين في حالة اعتقال حيث نفذت عليهم الأحكام مباشرة بعد صدور الحكم الابتدائي، وتم نقلهم لسجن الأوداية بمراكش.
إقرأ أيضا : «حمزة مون بيني».. محكمة النقض تصدم دنيا بطمة
وفي ال28 دجنبر 2023، رفضت غرفة الجنايات بمحكمة النقض بالرباط، طلب النقض الذي تقدم به دفاع الفنانة للتصدي للحكم الاستئنافي بالسجن الصادر في حقها، لتلتجأ بعد ذلك لطلب العفو.
لا مفر من السجن
بعدما وصلت قضيتها إلى طريق مسدود، حاولت الفنانة المغربية استعطاف متتبعيها، بحثا « ن سبييل لإنقاذ نفسها من دخول السجن.
وفي بث مباشر مدته ساعة تقريبا، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، مساء السبت 6 يناير 2024، قالت بطمة إنها كانت ضحية لمؤامرة محبوكة، تعرضت خلالها لكل أنواع السب والشتم والقذف وتشويه السمعة والتنمر، لكنها التزمت الصمت كي لا تشوش على سير القضية، مشيرة إلى أن أيادي خفية كانت تحرض قنوات على يوتيوب للضرب في سمعتها مقابل مبالغ مالية.
ونفت بطمة مرة أخرى علاقتها بالحساب المثير للجدل «حمزة مون بيبي»، مؤكدة أن القضاء برءها وشقيقتها ابتسام من تهمة الوقوف وراء الحساب ابتدائيا واستئنافيا، بعدما أثبتت الخبرات التي أجريت على هاتفيهما بعدم توفرهما على القن السري.
إقرأ أيضا : عاجل: إيقاف المغنية دنيا بطمة بالدار البيضاء في انتظار نقلها إلى سجن مراكش
وبعد سنوات من تجنبها « السيناريو الأسوء »، أوقفت الشرطة القضائية المغنية دنيا بطمة أمس الأربعاء بأحد أحياء مدينة الدار البيضاء، وذلك من أجل تنفيذ العقوبة الحبسية النافذة الصادرة في حقها.