ومع بداية شهر أكتوبر من كل سنة، تنطلق الاستعدادات لموسم مميز، ينتظره الهواة من مختلف جهات المملكة، ما إن يعلن عن تاريخ بداية موسم القنص حتى يعدوا هؤلاء عدتهم كل نهاية أسبوع، فالموعد غير عادي بل هو قصة عشق تحاك خيوطها منذ سنوات وتجدد فصولها في مثل هذا الموعد، لممارسة هوايتهم المفضلة في احترام تام للنظم البيئية.
كاميرا le360 التقت خلال جولتها بالمنطقة الغابوية اورتزاغ ومولاي بوشتى الخمار، بمسؤولين عن الوكالة الجهوية للمياه والغابات بجهة فاس مكناس، وعاينت أجواء موسم القنص بجهة تتمتع بتنوع بيئي وجغرافي غني، لاحتوائها على موارد مهمة من الوحيش والطرائد المستقرة والمهاجرة، التي تجذب القناصة من جميع أنحاء المملكة.
في تصريح لـle360، أشار يحيى عاشق، رئيس وحدة الحياة البرية بجهة فاس مكناس، أن الوكالة الجهوية للمياه والغابات بجهة فاس مكناس، تسهر على تعزيز الممارسات المسؤولة والتقيد بمعايير السلامة للحفاظ على الحياة البرية، من خلال محاربة القنص العشوائي على صعيد الجهة، عن طريق تكثيف عمليات المراقبة، سواء الروتينية التي تهم « أوراق الأسلحة الظاهرة ومطابقة رقم تسليمها مع رخصة السلاح، ومراقبة عدد الطرائد المسموح بها لكل قناص خلال يوم واحد من شروق الشمس إلى غروبها » ، أو من خلال جولاتها الميدانية، من أجل احترام حدود المحميات الثلاثية والدائمة والمحميات المؤجرة ومكافحة القنص العشوائي.
وأضاف المتحدث ذاته أن الوكالة وضعت خطة عمل محكمة لمحاربة القنص العشوائي وزجر المخالفات، وذلك من أجل توفير حماية أكبر للطرائد، وضمان توازن وديمومة الثروة الوحشية على مستوى الجهة، إذ تم إنشاء شبكة من محميات القنص منها الدائمة والتي تقدر مساحتها ب 1.277.540 هكتار، والثلاثية صنف (أ) التي تمثل المناطق المفتوحة للقنص لهذه السنة 1.397.855 هكتار، و الثلاثية صنف (ب) الممنوعة من القنص وتقدر مساحتها ب 1.313.013 هكتار، حيث تم تحرير 88 محضرا في إطار محاربة القنص الغير قانوني، مسجلا ارتفاعاً بحوالي ٪144 مقارنة مع عدد المحاضر المحررة خلال موسم 2022- 2023 والتي بلغت 36 محضرا.
ورغبة في تنظيم هذا القطاع، أبرز رئيس الحياة البرية بجهة فاس مكناس، أن المديرية تعمل على تشجيع تأجير حق القنص كأفضل وسيلة لديمومة الحياة البرية عامة والأنواع الوحشية بشكل خاص، من أجل تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية بالجهة، إذ بلغ عدد المحميات المؤجرة على صعيد جهة فاس مكناس حاليا، 172 قطعة فيها 5 قطع مخصصة للقنص السياحي، فيما وصل عدد المكريات المحدثة في سنة 2024 لوحدها 13 قطعة، منها قطعتين مخصصتين للقنص السياحي.
وبالنظر إلى المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها جهة فاس مكناس والى التنوع البيولوجي الذي يميزها، فقد سجلت عائدات القنص على مستوى الجهة بمختلف مصادرها ما يناهز 4.361.213.17 درهم خلال الموسم المنصرم، كما ثم إطلاق 7395 حجلة من أجل إعادة الإعمار، هذا ويتوقع خلال هذا الموسم وفرة الطرائد بجميع أنواعها بفضل المجهودات المبذولة من طرف الوكالة الجهوية للمياه والغابات بفاس ومكناس والفرع الجهوي والجمعيات وشركات القنص السياحي وبفضل فتح المحميات الثلاثية صنف أ التي كانت ممنوعة ومحروسة.
ولإنجاح موسم القنص الجديد 2024-2025 بجهة فاس مكناس، اتخذت الوكالة الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات عدة تدابير، تماشيا مع الدور الذي أصبحت تلعبه رياضة القنص باعتبارها قاطرة للتنمية السوسيو اقتصادية، وذلك من خلال تنظيم ورشات ولقاءات تواصلية و تحسيسية لفائدة القناصة، ورؤساء جمعيات القنص على صعيد الجهة، وتعزيز دوريات المراقبة من طرف الوحدات الميدانية ووحدات الحيوانات البرية، من أجل محاربة القنص العشوائي، وتكثيف الزيارات الميدانية للمحميات المؤجرة، وتقديم الدعم التقني وتأطير الجمعيات وشركات القنص السياحي، والحرص على مراقبة حدود المحميات وصيانة لوحات التشوير، بالإضافة إلى نشر وتعميم القرار السنوي وتحيين نظام المحميات للحفاظ على الحياة البرية.
تجدر الإشارة إلى أن تنمية القنيص والمحافظة على التنوع البيولوجي تندرج ضمن محاور استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، التي أعطى الملك انطلاقتها والتي تتوخى المحافظة على الرأسمال الوحيشي وتنميته من خلال إعادة إعماره بتنسيق مع مختلف المتدخلين من وكالة وطنية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص ومن سلطة محلية ودرك ملكي وجمعيات القنص وجمعيات المجتمع المدني.




