بالصور والفيديو: اختناق مروري متواصل بين تغازوت وأكادير يحوِّل رحلة الزوار إلى «جحيم»

اختناق مروري متواصل بين تغازوت وأكادير

في 17/08/2025 على الساعة 14:15

فيديوأصبح الاختناق المروري بين المنطقة السياحية تغازوت في اتجاه مدينة أكادير حديث الساعة لدى سكان المنطقة وزوارها، وباتت الطريق «جحيما» لا يطاق لعدد ممن اختاروا هذه الوجهة السياحية أمام غياب تصور واقعي واستباقي للجهات المعنية لإنهاء هذا الإشكال القائم لسنوات طوال ويزداد حدة خلال فصل الصيف.

وقال الحسن أسرارفي، رئيس جمعية «إغير ن أكادير»، إن المنطقة الممتدة من إمسوان إلى أكادير منطقة سياحية بامتياز، معروفة بشواطئها النقية ومؤهلاتها الطبيعية الأخرى، لكنها اليوم تعاني من اكتظاظ رهيب في السيارات المتوجهة نحو عاصمة سوس، مرورا بكل من أغروض، إمي ودار، تغازوت، تمراغت، أورير، أنزا، مما يحول رحلة المصطافين إلى جحيم لا يطاق.

وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن المطلوب ليس فقط تقوية الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين الصويرة وأكادير على مستوى تغازوت، وإنما التفكير في إحداث شبكة طرقية جديدة توازي المتوفر حاليا لحلحلة هذا الإشكال الذي بات يؤرق بال السكان والزوار على حد سواء، إذ أصبحت بعض المناطق كأورير وتمراغت في اتجاه أنزا في عزلة بسبب هذا الاختناق المروري الحاد.

وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أن نداءات المواطنين لا تلقى آذانا صاغية من طرف الجهات الوصية وعلى رأسها المجالس الجماعية المعنية بهذه الطريق من أكادير إلى إمي ودار، متسائلا عن مصير الميزانيات المخصصة لإنشاء شبكات الطرق بالمنطقة سواء محليا أو جهويا، مشيرا إلى أن المنطقة على موعد مع فعاليات كأس افريقيا للأمم وكذلك كأس العالم لكن بنياتها التحتية لا توازي، حاليا على الأقل، تنظيم هذه الاستحقاقات القارية والعالمية.

وأوضح أسرارفي أن هنالك حديث عن إحداث مشروع طريق مداري من أكادير في اتجاه تغازوت لكنه بقي طي النسيان إلى حدود الساعة لأسباب غير مفهومة، خصوصا وأن أكادير وضواحيها باتت الوجهة المفضلة لدى الكثير من السياح الأجانب وكذلك الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وتحدث الفاعل المدني عن معاناة سكان جماعة أورير، البالغ عددهم ما يفوق 50 ألف نسمة، مع هذا الازدحام المروي، حيث يضطر معظمهم إلى قطع كيلومترات إضافية للوصول إلى منازلهم بسبب غلق بعض المدارات الطرقية كحل ترقيعي، واصفا الوضع بـ«المجحف» و«غير المقبول»، مشددا على أن تغيير الوضع الحالي يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية من لدن منتخبي المنطقة ومسؤوليها.

وعن التأثيرات المحتملة لهذا الازدحام المروري على الاقتصاد المحلي، أكد أسرارفي، أن القطاع التجاري والسياحي بالمنطقة، تضرر فعلا من هذه الأزمة من خلال تراجع مبيعاتهم إلى مستويات قياسية مقارنة مع السنوات التي كانت الأزمة محدودة جدا، علما أن أورير تشتهر بمنتجاتها المحلية من الموز وأكلات «الطواجن»، حيث كان حتى وقت قريب عدد كبير من الزوار والسكان يختارون المنطقة لتناول وجباتهم، إلا أنه، وبسبب هذا الاكتظاظ، بات أمر وصولهم إلى المقاهي والمطاعم والفنادق والشقق المفروشة أمرا صعب المنال بل ومستحيل في أحايين أخرى.

الطريق الوحيدة، يقول المتحدث، باتت جحيما لدى الكثيرين، ما يجبرهم على تغيير وجهتهم السياحية نحو مدن أخرى بالشمال أو خارج المغرب كإسبانيا والبرتغال وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، داعيا السلطات الولائية والمجالس المنتخبة بكل من أكادير وأورير وتغازوت وأيت تامر شمال المدينة، إلى إيجاد حلول واقعية تنهي معاناة السكان والزوار وتعيد الحياة التجارية والاقتصادية إلى المنطقة المهدد عدد من مهنييها بالإفلاس.

من جانبه، قال الشرقي الهاشمي، الكاتب الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني، إن ساكنة أكادير والجماعات الترابية المجاورة كانت قد استبشرت خيرا بالمشاريع الملكية التي غيرت من معالم مدينة الإنبعاث وأعطتها إضافة نوعية وقفزة مهمة في بنياتها التحتية، لكنها اصطدمت بعدم جدية مسؤولي المنطقة في إيجاد حلول لمشاكل أخرى تعاني منها المنطقة، على غرار إشكال الاختناق المروري الذي بات حديث الساعة بأكادير كل عام، خاصة في فصل الصيف وأوقات الذروة.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لـLe360، أن الازدحام المروري المسجل بالطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين إمي ودار، تغازوت وأكادير، له تأثيرات سلبية أخرى أهمها تأخر مستعملي الطريق في الوصول إلى أكادير من خلال قضاء ساعات طوال في هذا المسلك والكفيلة بالوصول إلى مراكش والدار البيضاء، فضلا عن الاستهلاك الكبير للغازوال والبنزين وحوادث السير التي تزيد من الاحتقان وتشتد إذا كانت الخسائر بشرية، حيث يستحيل على سيارة الإسعاف الوصول في الوقت المناسب إلى مكان الحادث بسبب هذا الاكتظاظ.

كما يؤدي هذا الاختناق، يقول الهاشمي، إلى دخول مستعملي الطريق في أحايين كثيرة في نقاشات حادة يصل بعضها إلى شل حركة المرور بشكل كلي، علاوة على إرهاق رجال الدرك الملكي والأمن الوطني بالعمل ساعات طوال دون جدوى، واصفا ما يمر منه مستعملو هذه الطريق بـ«العذاب» المستمر، متسائلا عن دور رئيس المجلس الجماعي لأكادير عزيز أخنوش وكذا رئيس مجلس جهة سوس-ماسة كريم أشنكلي، في إيجاد حلول ناجعة لمطالب السكان والزوار.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 17/08/2025 على الساعة 14:15