لم يستجب سوى عدد قليل من الشباب للدعوة، ما يعكس تراجعا واضحا في زخم « الحركة » التي تعترف أوساطها نفسها بأنها تمر بمرحلة انقسام وضعف داخلي. أما المطالب، فتبقى كما هي: مدرسة عمومية لائقة، ونظام صحي جيد ومتاح للجميع.
وقال أحد المتظاهرين: «نحن الشباب نؤكد بوضوح أن إصلاح منظومتي التعليم والصحة يجب أن يكون جذريا وسريعا».
وأضاف آخر أنه جاء ليشارك اليوم من أجل إتمام استكمال المظاهرات السابقة، بغية رفع مطالب إصلاح قطاعي التعليم والصحة.
لكن خلف هذه الحماسة المعلنة، لا تخلو الحركة من توترات داخلية، إذ بدأت خلافات حول التنظيم والاستراتيجية تطفو إلى السطح، كاشفة عن هشاشة هيكلية.
خلال هذا الأسبوع، شهدت حركة شباب جيل Z عدة انقسامات بعدما أعلن «جيل زد الأمازيغي» عن انسحابه من الاحتجاجات التي تدعو إليها الحركة، وذلك بسبب الخلاف العميق حول قضايا الهوية داخل الحركة.
كما أعلن «شباب زد في جهة الشرق»، بكل من وجدة وبركان والناظور جرادة وبوعوفة وفجيج، للرأي العام الوطني، أنهم قرروا الانسحاب الكلي من حركة جيل زيد، وإيقاف جميع الأنشطة المقررة، بالإضافة إلى «حل كل اللجان التنسيقية بالمدن المذكورة»، وذلك بعد ملاحظة «حياد الحركة عن المبادئ الأساسية التي أسست عليها»، وتسجيل «عدة تجاوزات لا يمكن كشباب وطني الانخراط فيها أو دعمها».
وحول هذه الانقسامات قال أحد المتظاهرين في تصريح لـLe360: «في الآونة الأخيرة ظهرت انقسامات داخل حركة جيل زد. وأؤكد أن هذه الحركة لا تتوفر على زعيم، فجيل زد ليس حزبا ولا حركة سياسية، بل نحن شباب من الفئة العمرية نفسها خرجنا إلى الشارع للتعبير عن مطالبنا».
ورغم أن الدعوات إلى التظاهر أُطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ 13 أكتوبر، فإن عدد المستجيبين لها بقي محدودا جدا. وقد بدا في البداية أن الدعوة تنتشر بسرعة، ما أعطى انطباعا زائفا بتعبئة جماهيرية مرتقبة، إذ حصدت التدوينات والمنشورات ومقاطع الفيديو آلاف المشاهدات والتفاعلات، لكن الواقع الميداني كان مغايرا تماما.



