وفي تصريح لـle360، أبرز محمد اجبيلو، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بجرادة، أن تنظيم هذا اللقاء العلمي التوعوي بالمركز الاستشفائي الإقليمي بجرادة، يروم التعريف بداء السل، والذي يعتبر من الأمراض المُعدية التي تهاجم الرئتين، وفي بعض الحالات أعضاء أخرى من الجسم، كالكلي والعظام والعقد اللمفاوية، مبينا أنه وعلى الرغم من أنه كان في السابق من الأمراض القاتلة، إلا أنه في الوقت الراهن أصبح من الممكن علاجه والشفاء منه عن طريق المضادات الحيوية.
من جهته، بين الدكتور زكرياء آيت الطالب، رئيس مصلحة شبكات المؤسسات الصحية بالإقليم ذاته، في تصريح مماثل للموقع، أن هذا اللقاء التحسيسي يأتي في سياق الحملة الوطنية التي تنظمها الوزارة الوصية، خاصة وأن إقليم جرادة عرف تسجيل 50 حالة إصابة سنويا، وهو ما يعتبر رقما مرتفعا، مضيفا أن داء السل هو جزء لا يتجزأ من الأمراض التي تعرف ب (أمراض الفقر)، لأنه ينتشر في الوسط الذي تتوفر فيه ظروف معينة، كسوء التغذية، وتردي الأوضاع الصحية، والاكتظاظ السكاني، ونقص الرعاية والمتابعة الطبية.
وحسب الخبراء، فمرض السل ينتقل من شخص لآخر عن طريق استنشاق الهواء الملوث بـ(البكتيريا المتفطرة السلية)، وهكذا فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون، فإنهم يقذفون الجراثيم المسببة للسل في الهواء، حيث وعلى الرغم من كل ذلك فإن الإصابة بهذا الداء تتطلب اتصالا مستمرا ومتكررا مع الشخص المريض، ذلك أنه وحده مريض السل الذي تظهر عليه أعراض هذا الداء هو القادر على نقل العدوى، إضافة إلى أنه حتى بالنسبة للشخص المريض الذي يتابع علاجا طبيا، فإنه لن يعود شخصا معديا بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من بدء العلاج.
وصنف الأطباء داء السل إلى ثلاث أنواع، وهي السل الرئوي، ويعتبر أكثر أنواع السل شيوعا، حيث تدمر البكتيريا الخلايا الرئوية، محدِثٓة بذلك تجويفات في الرئتين، إذ يبقى المرض مستقرا في الرئتين خلال هذه المرحلة، وكذا السل خارج الرئتين، حيث في هذه الحالة تهاجم البكتيريا باقي أعضاء الجسم كالعظام والكلي والغدد اللمفاوية والجهاز العصبي المركزي، إضافة إلى السل المعدي، ففي هذه الحالة تنتشر البكتيريا عبر الدورة الدموية، فتهاجم باقي أعضاء الجسم.
وأبرز المتدخلون في اللقاء التحسيسي، والذي عرف حضور رئيس المجلس العلمي المحلي لجرادة، والمدير الإقليمي للتعليم بالإقليم ذاته، (أبرز) أعراض داء السل، والمتمثلة في الخصوص في حمى طفيفة، وسعال مصحوب ببصاق ممزوج بالدم، وفقدان الوزن والشهية، وإفراز العرق ليلا، وآلام في الصدر عند التنفس أو أثناء السعال، وآلام في العمود الفقري والمفاصل، مبينين أصناف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذا الداء، كالذين يعانون من نقص في جهاز مناعة الجسم، على غرار المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، والأمراض المزمنة (داء السكري، السرطان، أمراض الكلي ..)، والذين يتابعون علاجا طبيا مكثفا، كالعلاج الكيميائي، وكذا الذين يستعملون الأدوية المضادة للالتهابات، كالتهاب المفاصل (الروماتيزم)، وكذا الأدوية المضادة للرفض (في حالة زرع الأعضاء)، والمدمنين على المخدرات والكحول، والأطفال البالغين أقل من 5 سنوات، وكذا كبار السن.
وبيّٓن المتدخلون أن بلدانا عديدة تعتمد على وسيلة تستخدم منذ عهد طويل الفحص المجهري للبلغم لتشخيص السل، حيث يقوم تقنيو المختبرات بفحص عينات من البلغم تحت المجهر، للتأكد من وجود بكتيريا السل من عدمه، إذ بفضل هذه التقنية يمكن إجراء التشخيص خلال يوم واحد، مشيرين إلى أن هذا الداء يمكن علاجه والشفاء منه، باتباع مخطط علاجي يستمر لمدة 6 أشهر، مع مراقبة وإشراف مهنيي الصحة، وذلك عبر استعمال أدوية مضادة للميكروبات، تقدم لمريض السل.
ومن بين سبل الوقاية من الإصابة بهذا الداء، احترام إجراءات النظافة، من قبيل غسل اليدين بشكل متكرر، وكذا ارتداء قناع واقي عند الحاجة، وذلك بالنسبة للأشخاص الذين هم في اتصال دائم ومستمر مع مرضى داء السل، وكذا العناية بصحة الجسم، من خلال اتباع نمط عيش سليم، قائم على التغذية المتوازنة والنوم بشكل كافٍ، وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام، وتجنب التوتر، إضافة إلى الإقلاع عن التدخين.