الخبر أوردته يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 28 شتنبر 2023، مشيرة إلى أن خرجة ابن كيران جاءت في وقت تتسع دائرة الغضب داخل المصباح، وذلك بانضمام سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق، إلى صفوف الرافضين للبلاغ المنسوب إلى الأمانة العامة، مبينة أن ابن كيران قال في كلمته المصورة أمس الثلاثاء: «إن ما روج له خصومه ومن ساءت نياتهم، من أنه كان يقصد بكلامه سكان تلك المناطق المتضررة من الزلزال هو أمر غير صحيح أبدا».
وأضاف مقال «الصباح» أن ابن كيران اعتبر أن تلك النقطة من البلاغ كان يشير بها إلى إمكانية أن يكون الزلزال الذي ضرب المغرب «قد يكون بسبب ذنوبنا ومعاصینا»، قاصدا عموم المغاربة، وليس الذين وقع عليهم الزلزال أو المتضررين منه بشكل مباشر، حيث اعتبر المقال ذاته أن ابن كيران مارس خلطا بين الزلزال والسياسة، معتبرا أن المخالفات أو المعاصي ليست فقط الفردية، ولكن أساسا جماعية وسياسية، عندما تحدث عن «جمع المال بالسلطة، والذين يريدون تشريع إباحة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، أو الزنا، والذين يدافعون عن الخيانة الزوجية، والذين يسرقون المال العام، والذين جيء على غير منطق وبدون تكوين وصلاح إلى المسؤوليات، ولم يستطيعوا إلى الآن أن يقوموا بالحد الأدنى من الواجب، والذين يتاجرون في المخدرات».
وأبرزت الجريدة رد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لـ«بيجيدي»، والذي أكد بأن «الأصوات التي فسرت وقوع زلزال الحوز على أنه عقاب من عند الله، تألت على الله وتقولت عليه، بادعاء أنه عاقب بهذا الزلزال، وهذا لا يكون إلا في علم الله، فكيف عرفوه؟»، معتبرا أن مثل «هذا الفهم موجود مع الأسف وشائع في ثقافتنا وفهمنا للدين، وهو ناتج في رأينا عن سوء فهم لنصوص القرآن والسنة، وسوء وعي بطبيعة الكوارث وحقيقتها»، مسجلا أن مثل هذا التفسير «يسيء إلى آلاف الشهداء والجرحى الذين لا ذنب لهم في وقوع الزلزال، بل هو قدر يجب أن يواسوا فيه ويخفف عنهم، لا أن يصدموا بخطاب يجعلهم هم أو من حولهم مسؤولين عليه، وتصْرف الناس عن واجب الوقت، أو تشوش عليه، وهو المواساة والتضامن والإسعاف والإسراع إلى الإغاثة وتضميد الجراح، كما أنه قد يصرف عن إعطاء العلوم المرتبطة بالكارثة مثل الجيولوجيا وعلم الزلازل مكانتها الضرورية في الوقاية منها».
وخلص العثماني إلى أن الكوارث الطبيعية التي وقعت في الآونة الأخيرة، مثل زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، حملت آلاما كثيرة، لكنها تحمل في طياتها آمالا أيضا، وأن «أقدار الله الجارية المطلوب من المؤمن أن يستفيد منها العبرة والتواضع والشعور بعظمة الله، ويتعامل معها في الوقت نفسه بأقصى درجات الموضوعية والعلمية».