وأفاد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أن المغرب يعاني من إشكالية كبرى تتعلق بالثروة المائية في خضم التغيرات المناخية التي تعيشها بلادنا في السنوات الأخيرة. علما أن مستوى درجات الحرارة ارتفع بدرجتين خلال السنتين الأخيرتين.
وأوضح المسؤول الحكومي أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى زيادة معدلات التبخر في المغرب، إذ وصلت إلى مليون و500 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
ونبه نزار بركة إلى ضرورة دق ناقوس الخطر، حيث يجب أن يعلم المواطنون المغاربة الوضعية الصعبة التي يمر منها المغرب بسبب توالي سنوات الجفاف.
وبلغة الأرقام، لفت الوزير إلى أن الواردات المائية السنوية التي كانت تسجل في المغرب، في الفترة الممتدة بين 1945 و2023، كانت تقدر بـ11،5 مليار متر مكعب، بيد أنها تراجعت إلى 7 مليارات و200 مليون متر مكعب ».
علاوة على ذلك، فإن ظاهرة توحل السدود تفاقم بشكل كبير من أزمة المياه، إذ يتراوح معدلها ما بين 17 مليون متر مكعب و25 مليون متر مكعب في السنة.
هذا، وحسب تقرير مديرية الأرصاد الجوية حول مناخ المغرب لعام 2022، فإن السنة الفلاحية 2022 تعد السنة الأشد جفافا على الإطلاق منذ بداية الرصد الجوي في المغرب، بعجز ناهز 46 في المائة مقارنة بالمعدل المعتاد. كما باتت سنة 2022 السنة الأكثر حرارة في المغرب، حيث سجلت أرقاما قياسية من حيث درجات الحرارة المرتفعة؛ إذ عرفت 80 في المائة من أيام سنة 2022 حرارة متوسطة يومية أعلى من المعدل المناخي المعتاد.
جدير بالذكر، أن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، كان قد دعا الولاة والعمال بمختلف جهات المملكة إلى اتخاذ حزمة من التدابير الاستعجالية الصارمة من أجل الحد من استنزاف الموارد المائية والحفاظ عليها، في خضم توالي سنوات الجفاف على بلادنا. حيث سيجري تعديل تدفق المياه في المناطق الأكثر استهلاكا، وتقليل حجم الصبيب والقطع الكلي للتزود بالمياه في فترات زمنية معينة.