وخلال جلسة المحاكمة التي استمرت زهاء ساعتين من الزمن، استمع رئيس هيئة الحكم للمتهم « ا.ب » عبر تقنية الاتصال عن بعد من داخل السجن المدني بطنجة، والذي كشف تفاصيل الجريمة التي اقترفها، وظروف وحيثيات إقدامه على فعلته.
وتحدث المتهم، الذي ينحدر من منطقة كلميمة بإقليم الراشيدية، أمام الهيئة القضائية، عن فكرة صنع « حزام ناسف » بناء على مشاهدته ومتابعته لبعض الأفلام الأجنبية، والتي استعان بلقطات منها لصنع « الحزام الناسف » وإفراغ مادة « سكر كلاصي » داخله، مبرزا أنه تأسف عما وقع، وندم بشدة على فعلته، كونه كان تحت ضغط شديد ورهيب، خصوصا بعد وصول ديونه لأزيد من 23 مليون سنتيم، ناهيك عن ظروفه الاجتماعية التي كان يعيشها، بعد الطلاق.
وقال المتهم لرئيس الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الأولى بطنجة: « الولد خلاتو لي المرا في عنقي، سيدي الرئيس، عشت حالات نفسية وستريس، أنا غلطت، وبدون شعور صاوبت حزام ناسف، وبلا شعور دخلت لبنك وخرجت، ما قست والووو وما سرقت والو...».
وفي الجلسة ذاتها تدخل وكيل الملك وأكد أن جريمة المتهم « تكتسي خطورة كبيرة »، مبرزا أنه « أحدث هلعا وخوفا بين المستخدمين بالوكالة البنكية، والذين اعتقدوا أنهم أمام عملية إرهابية خطيرة... » وطالب بـ »إدانة المتهم وتشديد العقوبة عليه ليكون عبرة لغيره ».
وتدخل محامي المتهم ليؤكد أن موكله عدل في آخر لحظة عن ارتكاب جريمة السرقة الموصوفة، وأن رجلاه في آخر لحظة لم تطأ إلى المؤسسة البنكية، لأنه أحس بخطورة فعلته التي جاءت بسبب نفسيته المضطربة، نظرا لـ »معاناته من مرض انفصام الشخصية، حيث لم يكن يدرك ما يفعل »، مطالبا هيأة الحكم بتخفيف عقوبته.
وتعود فصول القضية إلى عصر يوم الخميس 5 أكتوبر 2023، حينما تمكن مواطنون وعدد من المارة بحي البرانس بطنجة، من شل حركة شاب يبلغ من العمر 37 سنة، وتوقيفه قبل حضور عناصر الشرطة التي أكدت أن المعني من ذوي السوابق القضائية في قضايا الشيك بدون رصيد، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب التهديد ومحاولة السرقة من داخل وكالة بنكية.
وولج المتهم وكالة بنكية وهو يحمل حزاما بلاستيكيا، محشوا بالسكر وبمواد لاصقة موصولة بأسلاك كهربائية، وهدّد بشكل وهمي واحتيالي بتفجير نفسه لتسهيل ارتكاب عملية السرقة.