وعلى ضوء مأساة الخمور الفاسدة بسيدي علال التازي (ضواحي مدينة القنيطرة)، التي راح ضحيتها 8 أشخاص وأصيب من جَرّائها 114 آخرون، اتصل Le360 ببوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، الذي اعتبر أنه «من الأسباب البارزة لما حدث في سيدي علال التازي: نجد عدم وعي مستهلكي تلك الخمور بخطورتها، ثم انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين».
وحمّل الخراطي جانبا كبيرا من مسؤولية مأساة الكحول الفاسدة للشركة المُنتجة لمادة «الميثانول»، مشيرا إلى أنها «لم تقم بالرقابة اللازمة في ما يخص منتوجها الخطر، ما سمح بتداوله بشكل سهل وعلني، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى فاجعة حوّلت حفل زفاف إلى مأتم».
ويرى المتحدث ذاته أن «انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين هي أيضا سبب جعل مستهلكي تلك المادة القاتلة يتفادون اقتناء الخمور المُرخّصة، ليتجهوا صوب تُجّار الكحول الفاسدة نظرا لانخفاض أسعارها، وهو ما أسفر عن وقوع مصيبة التسمم الجماعة وما تلاها من فواجع».
واستدرك بوعزة الخراطي، قائلا: «نحن نقترح التوجه نحو الاستثمار في مُسكِر ماء الحياة، المعروف عامّة بالماحيا»، معتبرا أنه «يُلبّي حاجيات مُستهلكيه، المنتمين لمختلف طبقات المجتمع، وفي الوقت نفسه فأسعار لا تصل لمستوى أثمنة الخمور المتوفرة بالمحلات والمراكز التجارية الكبرى».
وأعطى رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك المثال بتقنين القنّب الهندي، قائلا إنه «كان مطلبنا منذ سنة 2016، واليوم مع تنزيله على أرض الواقع فقد أصبح مصدر عيش لعدد من العاملين في مجال الفلاحة».
وأوضح بوعزة الخراطي أن الجامعة المغربية لحماية المستهلك «لا تسعى لوضع مقترحات مُخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، وإنما تشتغل على هدفا المنشود: حماية المستهلك، مهما كانت دينه أو عِرقه أو أصله».
هذا، وكانت «المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة قد أعلنت أنه تم، ما بين الساعة السادسة مساء من يوم الإثنين 3 يونيو إلى حدود الساعة الثامنة صباحا من يوم الأربعاء 04 يونيو 2024، تسجيل 8 وفيات وحالات إصابات تسمم بمادة «الميثانول» في صفوف 114 شخصا على جماعة مستوى سيدي علال التازي التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، تم تأكيدها مخبريا من طرف المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.
وأوضح بلاغ لوزارة الصحة، يوم الأربعاء 5 يونيو 2024، أن تناول هذه المادة «أدى إلى تعريض هؤلاء الأشخاص لمضاعفات تسمم وخيمة، حيث تسببت في وفاة 8 أشخاص، 7 منهم تم تسجيل وفاتهم على مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، فيما تم تسجيل حالة وفاة أخرى على مستوى مستشفى الزبير سكيرج بسوق الأربعاء الغرب».