ووجد عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج أنفسهم أمام طول ساعات الإنتظار عبر طوابير كبيرة ومزدحمة بالمعبر الحدودي، إذ إنتظر البعض منهم، سواء الراجلين أو العابرين على متن السيارات، أكثر من سبع ساعات، بدءا من الساعة الواحدة زوالا وحتى السابعة مساءا، للعبور نحو سبتة المحتلة ومنها إلى الميناء لركوب إحدى البواخر نحو ميناء الجزيرة الخضراء .
وعمت حالات من الاستياء العارم في صفوف المسافرين المغادرين عبر معبر طاراخال، منذ يوم الثلاثاء الماضي، بسبب طول ساعات الإنتظار وكذا بطء عمليات التفتيش خصوصا لدى الجانب الإسباني الذي دفع بعناصر قليلة نحو تأمين العبور عبر المعبر الحدودي، مما أدى إلى تفاقم معاناة المسافرين الراجلين وعبر السيارات.
وذكرت مصادرة خاصة من عين المكان، أن المئات من المسافرين إنتظروا منذ يوم الإثنين الماضي لأزيد من خمس ساعات بالمعبر، وعانى بعضهم حالة إجهاد بدني ونفسي تحت أشعة الشمس الحارقة بالمعبر، خصوصا الأطفال والمسنين، مع تسجيل بطء كبير في إجراءات التفتيش قبل العبور من قبل المسؤولين الإسبان بالمعبر الحدودي.
واعتبر شهود عيان، أن ما يعيشه المسافرون في هذه الفترة، خصوصا من أفراد الجالية المغربية يعتبر « جحيم كبير » بمعبر سبتة المحتلة، وسط صمت المؤسسات المعنية بعملية العبور، مؤكدين على أن الوضع قد يعرف تفاقم كبير بالمعبر، وستشهد الساعات والأيام القادمة حالات انتظار قد تصل لعشر ساعات، إذا لم يتم تدارك الأمر خصوصا من الجانب الإسباني.
وفي وقت إعتبرت مصادر مطلعة أن ما يجري في المعبر عادي بالنظر إلى وصول عدد كبير من أفراد الجالية الذين يودون العبور نحو أوروبا عبر ميناء سبتة المحتلة عوضا عن موانئ طنجة المدينة وطنجة المتوسط، كشفت مصادر أخرى أن التفتيش الدقيق لعناصر الجمارك المغربية ساهم بدوره في إرتفاع ساعات الإنتظار للعبور، إذ تعمل هذه المصالح على مراقبة دقيقة أثناء عمليات مغادرة السيارات عبر المعبر الحدودي وتشديد المراقبة عليها، خصوصا بعد تسجيل أزيد من أربع محاولات لتهريب المخدرات في الفترة الأخيرة من قبل عدد من المهاجرين المغاربة، وكذا من قبل إسبانيين يحاولون استغلال الوضع بالمعبر لتهريب الممنوعات.