وبحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية عن الحرس المدني الإسباني، فإن الشبكة كانت تعتمد على طائرات «درون» متطورة، قادرة على نقل ما يصل إلى 200 كيلوغرام من «الحشيش» في ليلة واحدة، مستغلة قدراتها التقنية العالية لتنفيذ عملياتها في سرية تامة.
وكشفت التحقيقات أن الموقوفين ينحدرون من روسيا وأوكرانيا ولاتفيا، واتخذوا من بلدة ألكالا دي لوس غاثوليس بمقاطعة قادس (جنوب إسبانيا) قاعدة رئيسية لهم. ومن هناك، كانوا يطلقون طائراتهم ليلا لتقطع مضيق جبل طارق تحت جنح الظلام، محملة في طريق العودة من المغرب بما يصل إلى ثلاث كيلوغرامات من الحشيش لكل طائرة.
وخلال هذه الرحلات الليلية، كانت الطائرات تسقط الطرود في الجو لتلتقط لاحقا من قبل عناصر الشبكة على الأرض، الذين كانوا يستخدمون أنظمة تحديد المواقع (GPS) وإشارات ضوئية وصوتية، بالإضافة إلى نظارات للرؤية الليلية لتحديد مواقع الشحنات بدقة. وأسفرت عمليات المداهمة عن حجز ثماني طائرات جاهزة للإقلاع، وأخرى قيد التعديل تمهيدا لاستعمالها في التهريب.
العملية، التي أطلق عليها اسم «روش»، انطلقت بعد رصد الحرس المدني الإسباني، بالتعاون مع الدرك الملكي المغربي، خلال صيف العام الماضي، رحلات مشبوهة لطائرات مجهولة المصدر بين البلدين. وتبين لاحقا أن تلك الطائرات من النوع ذو الجناح الثابت، القادر على قطع أكثر من 200 كيلومتر في الرحلة الواحدة.
وأظهرت التحقيقات أن أفراد الشبكة كانوا يطلقون ما يصل إلى عشر طائرات دفعة واحدة من مناطق نائية، مستفيدين من الظروف الجوية المواتية لتسيير رحلات متواصلة بين المغرب وإسبانيا، ما مكنهم من إدخال نحو 200 كيلوغرام من «الحشيش» في ليلة واحدة.
وبعد تحميلها من الأراضي المغربية، كانت الطائرات تتوجه نحو فيخير دي لا فرونتيرا وطريفة بإسبانيا، حيث تسقط الشحنات في نقاط محددة مسبقا. هناك، كان المهربون يجمعون الطرود المزودة بعناصر مضيئة قبل نقلها إلى منازل ريفية تستخدم كمخازن مؤقتة، في انتظار توزيعها داخل التراب الإسباني، فيما تعود الطائرات إلى مواقع انطلاقها.
كما كشفت التحريات أن الشبكة كانت تقتني الطائرات من شركات صينية ثم تدخل عليها تعديلات تقنية في ورشة سرية، لتعزيز قدرتها على التحمل والطيران لمسافات طويلة، حيث تم تدعيم الهياكل بمواد خفيفة وتعديل الأنظمة الإلكترونية لإنتاج نماذج عالية الكفاءة مخصصة للتهريب.
وفي 22 أكتوبر الماضي، تمكنت السلطات الإسبانية من اعتراض سيارة تابعة للشبكة بعد مطاردة، ليعثر بداخلها على 57 كيلوغراما من «الحشيش» نقلت عبر تلك الطائرات.
وفي الاثنين الماضي، نفذت الشرطة حملة واسعة أسفرت عن اعتقال ثمانية مشتبه فيهم إضافيين ومداهمة خمسة مواقع في كل من ألكالا دي لوس غاثوليس، فيخير دي لا فرونتيرا، والجزيرة الخضراء، وسان روكي. وتم خلال العملية مصادرة 150 كيلوغراما من الحشيش و320 ألف يورو نقدا، إلى جانب الطائرات المسيّرة والورشة السرية التي كانت تستخدم لتعديلها.
وتجري التحقيقات تحت إشراف الغرفة الرابعة للتحقيق بمحكمة الجزيرة الخضراء، والنيابة العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة جبل طارق، وبمشاركة الوكالة الأوروبية للتعاون الشرطي (يوروبول)، في إطار تعاون أمني مكثف بين السلطات المغربية والإسبانية لمحاربة شبكات التهريب العابرة للحدود.




