بالصور والفيديو: بيع المياه بالتجزئة يزدهر في برشيد بسبب الإجهاد المائي

ازدهار بيع المياه بالتجزئة في برشيد بسبب الإجهاد المائي

في 08/09/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 08/09/2024 على الساعة 07:00

فيديومنذ عدة أسابيع، تواجه مدينة برشيد، التي تبعد 30 كيلومترا عن الدار البيضاء، أزمة مائية حادة تُترجم إلى نقص في المياه. وقد أدت هذه الحالة إلى ظهور تجارة جديدة وغير مألوفة في الوسط الحضري: بيع الماء بالتجزئة من قبل الباعة المتجولين. ربورتاج من عين المكان.


في شوارع برشيد، أصبحت هذه المشاهد مألوفة: تحت شمس حارقة، يتجول باعة متجولون مجهزون بخزانات أو براميل مياه مكدسة على عربات أو سيارات، يجوبون المدينة بحثا عن المشترين. والسبب هو الانقطاعات المتكررة للمياه، وأحيانا الشكوك حول جودة المياه التي تُوزع عبر شبكة التوزيع، مما دفع العديد من السكان إلى البحث عن بدائل. وهي حالة سرعان ما تحولت إلى فرصة للبعض.

وهكذا، لا يجد هؤلاء التجار المؤقتون صعوبة في العثور على زبائن مستعدين لدفع المال لتجنب شرب ماء الصنبور، الذي يعتبره العديد من سكان برشيد غير صالح للشرب أو أنه ذو طعم مالح غير مستساغ. ومع ذلك، عندما يُسألون عن مصدر المياه التي يبيعونها، فإن الباعة يقدمون إجابات غامضة: يقول معظمهم إنهم يشترونها مقابل 150 درهمًا لكل 500 لتر من مستغلي الآبار أو الينابيع في أطراف المدينة، دون تحديد مصادر محددة.

لا شك أن هذه البدائل تشكل عبئا إضافيا على ميزانية الأسر في برشيد. فالماء الذي يباع من قبل الباعة المتجولين بأسعار تصل إلى 6 دراهم لكل قنينةن بسعة 5 لترات ليس رخيصا. ونتيجة لذلك، يضطر العديد من السكان الذين لا يستطيعون تحمل هذا النفقات إلى شرب ماء الصنبور.

وعند استفسارهم عن هذا الموضوع، لا يُخفون استياءهم الكبير من هذه الوضعية التي تبدو وكأنها مستمرة رغم الشكاوى المتكررة المقدمة للسلطات المحلية.

خلال الأشهر الأخيرة، شهدت مدينة برشيد عدة انقطاعات للمياه. وكان آخرها في 15 غشت الماضي، نتيجة أعمال الربط بين محطة تحلية مياه الجرف الأصفر ومحطة معالجة مياه سد الدورات، الذي يُعد المزود الرئيسي للمياه الصالحة للشرب في المدينة.

وللتذكير، خلال جلسة استثنائية لمجلس مدينة الدار البيضاء، التي عقدت يوم الأربعاء 7 غشت، كانت رئيسة المجلس نبيلة الرميلي قد أشارت إلى « الوضعية المائية الحرجة والمقلقة » في منطقة الدار البيضاء-سطات، على الرغم من الربط بين حوض أبي رقراق وحوض الدار البيضاء.

ومع ذلك، تبقى كمية المياه المنقولة من هذا الحوض غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه الصالحة للشرب في المنطقة، وذلك نظرا للقدرة المحدودة على النقل بين الرباط والدار البيضاء. وفي هذا السياق، تم اتخاذ تدابير طارئة، بما في ذلك خفض 10% من التدفق في شبكة توزيع المياه بالدار البيضاء، كما يتم العمل على نقل المياه المحلاة من الجرف الأصفر إلى العاصمة الاقتصادية.

بالنسبة لمدينة برشيد، تتجلى هذه التحديات نفسها في ضرورة تنويع مصادر التزويد بالمياه. ويُعد مشروع ربط محطة تحلية مياه الجرف الأصفر بسد الدورات خطوة حاسمة لضمان وصول مستقر للمياه الصالحة للشرب، في انتظار تشغيل محطة التحلية الكبرى بالدار البيضاء، التي يُفترض أن تلبي بشكل أكثر استدامة احتياجات المنطقة من المياه.


تحرير من طرف حفيظة وجمان و سعيد بوشريط
في 08/09/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 08/09/2024 على الساعة 07:00