وتوفي شيخ الطريقة مولاي جمال الدين بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 86 سنة، بالمستشفى العسكري بالرباط.
ويُذكر أن الشيخ مولاي جمال الدين قد تولى مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية خلفا لوالده الشيخ حمزة في بداية عام 2017، بموجب وصية من والده، وهو حاصل على دكتوراه في العلوم الإسلامية، وقد كرس حياته لخدمة الطريقة، ونشر قيم التصوف السني المعتدل، الذي يركز على التربية الروحية وتزكية النفوس، والتشبث بالثوابت الوطنية، التي عمادها إمارة المؤمنين.
وتعتبر الطريقة القادرية البودشيشية من كبرى الطرق الصوفية في المغرب والعالم، ولها مريدون من مختلف الجنسيات والثقافات، ويلعب شيخها دورا محوريا في الدبلوماسية الروحية للمملكة المغربية، من خلال تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش بين الأديان والثقافات.
وفي خطوة استشرافية لضمان استمرارية المنهج الروحي للطريقة، أعلن الشيخ مولاي جمال الدين القادري بودشيش عن وصيته بانتقال الأمانة الروحية من بعده إلى نجله الأكبر، مولاي منير القادري بودشيش، حيث جاء هذا الإعلان خلال إحياء الذكرى الثامنة لوفاة والده وشيخ الطريقة السابق، العارف بالله سيدي حمزة بن العباس، وذلك بمقر الزاوية في مداغ بإقليم بركان.
وبهذا الإعلان عن وصيته، يرسخ الشيخ مولاي جمال الدين استمرارية نهج الطريقة القادرية البودشيشية، ويؤكد على انتقال « السر الرباني » في هذه الدار، حفاظا على تراثها الروحي الأصيل.




