الابتكارات في المغرب.. تفوق دولي في حاجة إلى ثقة رؤوس الأموال المغربية

الدورة الثالثة لليوم الوطني للابتكار

في 19/05/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 19/05/2024 على الساعة 12:00

شهدت الاختراعات في المغرب تطورا مهما غير أنها تواجه صعوبات للتنفيذ. فرغم التفوق على الصعيد الدولي وإحراز عدد من الجوائز يقف التمويل عائقا في وجه التنفيذ. لكن مع ذلك تواصل الكفاءات المغربية إبداعاتها، التي تقدم صورة مشرفة عن المغرب.

وتميز الأسبوع الجاري بتنظيم الدورة الثالثة لليوم الوطني للابتكار، الذي تميز بتوزيع الجوائز على المشاركين الذين مثلوا مدارس المهندسين والكليات والمعاهد من مختلف أنحاء المغرب.

اليوم الوطني للابتكار

قال الأستاذ حسن عمور مدير مركز الابتكار التكنولوجي بالمدرسة المحمدية للمهندسين عن اليوم الوطني الثالث للابتكار للمهندس الذي أقيم يوم الخميس الماضي بالمؤسسة المذكورة بالرباط كان « ناجحا بكل المقاييس، إذ شهد مشاركة عدد كبير من مدارس المهندسين والكليات والمعاهد، ومن بينهم المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمدينتي تطوان ووجدة والمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس وسطات وكذلك كلية التقنية العليا بفاس وسطات والمحمدية والدار البيضاء وكلية العلوم بالرباط وجامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس وجامعة محمد الأول بوجدة وجامعة الحسن الأول بسطات وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والمدرسة العليا للفنون والحرف بالرباط والدارالبيضاء والمدرسة الوطنية للبريد والاتصالات بالرباط والمدرسة العليا لعلوم الكمبيوتر وتحليل النظم بالرباط ومدرسة فاس لعلوم الرياضة، ومدرسة والمدرسة العليا للعلوم التقنية بالمحمدية وكلية العلوم ابن امسيك بالدار البيضاء والمدرسة العليا لصناعة المنسوجات والملابس والمدرسة الوطنية للإحصاء والاقتصاد التطبيقي. كل المدارس شاركت بطلبة ومهندسين لمشاريع جد مهمة وفي ميادين تقنية لها ارتباط بمجالات تقنية مهمة منها الصحة والفلاحة وكذلك الإلكترونيك والاتصال والطاقات المتجددة».

الابتكارات في المدرسة المحمدية

جوابا عن سؤال حول أهم الإنجازات التي حققتها المدرسة المحمدية للمهندسين في مجال الابتكارات قال الأستاذ عمور: « تحضر المدرسة المحمدية للمهندسين سنويا 4 أو 5 ابتكارات في عدة ميادين من بينهم كما سبق أن ذكرت اختراع جهاز الكشف المبكر عن سرطان التذي بطريقتين متفردتين عالميا وليست لهما أعراض جانبية، وهذا ما يجعلهما مختلفين أن باقي الأجهزة فضلا عن الدقة، إذ يمكننا من اكتشاف سرطان الثدي، ولو كان أقل من مليمترين، وهذا إنجاز في حد ذاته، ومن حيث التكلفة سنقتصد ما يفوق 90 في المائة مقارنة مع جميع الآلات الموجودة حاليا في السوق ».

وأضاف أنه « بشراكة مع الجمعية المغربية لأطباء القلب والشرايين وضعنا منظومة من شأنها أن تساعد جميع أطباء هذا التخصص، فبعد استعمال التخطيط يمكن للجهاز قراءته ومساعدة الطبيب على توقع أمراض القلب الممكن أن تظهر بعد 5 أو 10 سنوات، وهذا اختراع كبير.

واخترعنا كذلك جهازا هوائيا يجري تركيبه في الهاتف المحمول لتقليص الحرارة التي تنتج عن المكالمات طويلة المدة، ويكون لها مفعول سلبي بعد امتصاص اليد أو الرأس الذبذبات يكون لها مفعول سلبي في ما بعد، وبهذا الابتكار الذي نتوفر على براءة اختراعه سنتمكن من حل معضلة كبيرة عالميا. وهناك أيضا اختراع للجيل الخامس جرى تطويره ليصبح ذكيا لاستعماله عن الاقتضاء».

الصعوبات التي تواجه الاختراعات

ردا على تساؤل le360 حول أسباب الصعوبات التي تعترض الابتكارات بعد الحصول على براءة الاختراعات ولا تجد طريقها نحو التنفيذ والولوج إلى السوق قال: « إن الابتكارات وبراءة الاختراعات جد متطورة في المغرب، لكن العائق الكبير هو أن هذه الأبحاث والابتكارات لا تجد طريقها إلى السوق.

في نظري هناك غياب ثقة رجال الأعمال، فما يحول دون استثمارهم في الاختراعات، احتياطهم الكبير.

بالمقابل ينتفي هذا العائق في الدول المتقدمة، فالأشخاص الميسورون يعقدون شراكات مع الباحثين والمختبرات ويشجعونهم عبر الولوج رفقتهم إلى عالم المشاريع، ويشكلون حافزا لهم من أجل التنفيذ، وهذا يساهم في تطوير البلدان.

إن التقدم التكنولوجي يتحسن ويتقدم بوتيرة مهمة إذا لم تبق الاختراعات حبرا على ورق، ويستفيد منها البلد من الناحية الاقتصادية، وأيضا المواطن، فجهاز الكشف عن سرطان التذي مثلا، بفضل انخفاض سعره سيكون متوفرا في المدن والقرى، وكل المستشفيات صغيرة وكبيرة، ويكون في متناول كل الأطباء في العيادات، وهذا يسمح بالكشف عن سرطان التذي بشكل كبير، ويحول دون بلوغ المرأة مرحلة متأخرة كثيرة لمعرفة إصابتها ويجعل علاجها صعبا.

نحن في حاجة إلى الثقة ليخرج المشروع إلى حيز الوجود ثانيا من الضروري تبسيط المسطرة القانونية فبعد أن يبرهن النموذج من خلال الاختبار عن جودته ويظهر الكفاءة ينبغي أن تساعد الدولة على خروجه إلى الوجود ويستفيد منها الوطن، خصوصا أن المشاريع ستكون مغربية مائة في المائة ونؤمن الكفاءات المغربية التي تهاجر ونضمن مساهمتها في الاقتصاد الوطني وفي تطور البلاد.

أمنيتي أن نؤسس في المغرب مركزا وطنيا للابتكار التكنولوجي تجتمع فيه الكفاءات والمخترعون، ويكون المركز مجهزا بأحسن الأجهزة على غرار الدول المتقدمة».

ابتكار جهاز الكشف عن سرطان الثدي

سبقت الابتكار الخاص بالكشف المبكر عن الإصابة بسرطان التذي سمعة مهمة في الوسط العلمي وكشف الأستاذ حسن عمور أن « هذا الجهاز يشد الاهتمام، فبعد حصوله على براءة الاختراع اثنتان وطنيا، ومثلهما عالميا، شاركنا به في عدة ملتقيات عالمية إلى جانب ما يفوق 20 و30 دولة وبحضور ما يفوق 700 مخترعا عالميا، وتمكنا أخيرا من الحصول على ميداليات ذهبية 15 ميدالية ذهبية، في أمريكا وأذكر على سبيل المثال لاس فيغاس وبوسطن وشيكاغو ولوس أنجلوس، شاركنا في سبع مدن واستمر حضورنا إلى المرحلة النهائية، وأحرزنا الجائزة الكبرى العلمية، وهذا يحدث لأول مرة بالنسبة لبلد عربي إفريقي.

لقد تمكنا من رفع العلم الوطني عاليا بكل افتخار، ويبقى هدفنا الأساسي المساهمة في تقدم البلاد والتمكن من تحقيق الأمل المتمثل في خروج الاختراعات إل حيز الوجود ليستفيد منها الجميع.

في المرحلة المقبلة سنحاول جمع جميع العناصر في نموذج مبدئي وهو جهاز يكون شكله مقبولا طبيا وبهذا الجهاز سنمر إلى الاختبارات الحقيقية في مستشفى حيث ستخضع النساء لاختبارات للحصول على النتائج الأولى، وآمل أن تكون النتائج الأولى متطورة.

سبق لنا أن كشفنا عبر الجهاز عن على ثدي اصطناعي طورناه في المدرسة المحمدية للمهندسين وكشفنا عن سرطان صغير الحجم في قلب الثدي وكانت النتائج جيدة وجد محفزة نتمنى أن تكون الاختبارات التي سنجريها في المستشفى في مستوى انتظاراتنا ومباشرة بعد ذلك سننتقل إلى مرحلة توجيه الجهاز نحو السوق.

نأمل أن نساهم عبر هذا الابتكار في تطور التقدم التكنولوجي، وهناك ابتكارات واختراعات سنساهم بها مستقبلا أيضا لأن الكفاءات المغربية لا حد لها وتحتاج فقط إلى التشجيع وتوفير الإمكانات من حيث الأجهزة والمسطرة وثقة المستثمرين في المشاريع المغربية.

ابتكارات للفلاحة وشراكة

قال الأستاذ عمور بهذا الخصوص: « ونحن نستعد لليوم الوطني للابتكار، توصلنا بعدة مشاريع لترشيد الماء، وأيضا في الفلاحة الذكية. وقد انبهرت اللجنة بهذه المشاريع، التي جرى تقديمها من عدة مدن مغربية، وعدا المشاريع الحاصلة على الجوائز سنحتضنهم وهناك اتفاق من أجل إبرام اتفاقية شراكة مع القطب الرقمي بوزارة الفلاحة لنمضي معا في اتجاه مساعدة الشباب لتطوير ابتكاراتهم وأبرمنا شركة نع المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، الذي سيحتضن تقريبا 40 مشروعا لتمكينهم من تكوين في ما يخص صياغة الأفكار المبتكرة على شكل براءة اختراع وسيقام التكوين في المركز الوطني للابتكار بالمدرسة المحمدية للمهندسين ».

« في ما يخص الترويج للابتكارات بالنسبة للمدرسة المحمدية للمهندسين يبقى اختيارا وتوجها خاصين، فعندما نحصل على جوائز كبرى سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا تركيا أو أوروبا أو المغرب نتواصل بخصوصها عبر إخبار مختلف وسائل الإعلام الوطنية ».

تحرير من طرف حسن العطافي
في 19/05/2024 على الساعة 12:00, تحديث بتاريخ 19/05/2024 على الساعة 12:00